تصدّق يا بابا؟
قلت: أصدق.
قالت: ان امرأةً غضبت وغرست رجليها في الأرض فصارت شجرة.
قلت: كيف..؟
وبدأت تولين تحكي قصتها..
قالت مرة أخرى: تصدق أن شعرها صار غيماً ودمعها مطراً.
قلت: أصدق.
وأن بناتها صرن برقاً وأولادها صاروا الرعد.
قلت: أصدق.
قالت: متى نصير شجراً؟
قلت: يا حبة قلبي متى نصير بشراً.؟
ضحكت تولين، وقالت: بابا ليش أنت حزين؟.
قلت: من قلّة الطين!
قالت: والتراب..
قلت: ابتلعه الرجال..
قالت: افتح فمك..
وهرعت طفلتي تغرف التراب من حلقي وتبلله بالدموع وتعجنه لتقيم منه بيوتاً وتصنع أشجاراً وتزرع أطفالاً وتصنعني باسماً كما رأتني في صورة الجريدة.
وحين اصطفاها النوم غرست ساقيها في الطين
لتصبح شجرة
فلا تقطعوها..
لا تقطعوا اليقين ..