صادرت فرق الإدارة العامة لصحة البيئة في أمانة منطقة الرياض أكثر من خمسين ألف مادة مخالفة من محال للعطارة، وحرّرت مخالفات بحق مائتي محل، وأوقفت ستة وثمانين عاملاً فيها خلال عام واحد.
وتأتي هذه المصادرات في محاولة من صحة البيئة للحد من الأثر السلبي الذي تحدثه بعض محال العطارة على الزبائن.
وفي تقريرها السنوي الأخير لعام 1431هـ، أوضحت الإدارة العامة لصحة البيئة أن فرقًا متخصصة تابعة لأمانة منطقة الرياض زارت خلال هذا العام 1188 محلاً للعطارة، وجرى تنبيه 656 محلاً، وصدرت مخالفات للوائح والاشتراطات الصحية بحق 200 منها، فيما أوقف 86 عاملاً في تلك المحال عن العمل بسبب بعض المخالفات.
وأظهر التقرير تفوق بلدية النسيم بالعدد الأكبر من الزيارات بواقع 75 زيارة، حيث يوجد أكبر سوق للعطارة هناك.
وذكر التقرير أن إجمالي ما تمت مصادرته خلال العام الماضي كان 50553 مادة مخالفة من محال العطارة. وإن كان هذا بعدد مواد المخالفات فكم عدد المواد السليمة؟! وبرغم ذلك فقد سعدت بهذه الأخبار لأنني ضمن من كتبوا عن مخاطر محلات العطارة المنتشرة بطريقة عشوائية، مع تنصل القطاعات الحكومية والأهلية المختصة عنها، حتى ناشدت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف متابعة سوق الأعشاب لأن مراقبة الأسواق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيها يدخل ضمن اختصاصهم، بل إن بداية عمل الحسبة في الإسلام إبان عهد الصحابة كان مختصًا بالأسواق، إلا أن كثيرًا من ردود القراء شككت بنواياي وعدتها سيئة، وأنني أقصد من ذلك صرف رجال الهيئة عن مراقبة الأخلاق ومتابعة سلوك الناس! وكأنه يسعدني أن أرى الفضيلة تذبح في البلاد، أو أن أرى الأخلاق تذوب عند الناس، ولله المشتكى!
وعودًا على موضوع صحة البيئة فإني أقول: (بيّض الله وجوهكم أيها المراقبون) بالرغم من أنه من صميم عملهم وفي حدود مسؤولياتهم ولكن تقاعس الموظفين عن أداء واجباتهم جعلنا نفرح بقيامهم بها وكأنهم يقدمون لنا خدمة مجانية أو عملاً خيريًا.
وأتمنى أن يأتي اليوم الذي لا أجد ما أكتبه عن الصحة بالذات، لأن الكتابة عنها تدمي القلب أكثر من تسويد الصحف بالحبر! وأرجو ألا يتوقف دور صحة البيئة عند مصادرة المواد وتحرير المخالفات وتوقيف العمالة المتاجرة بصحة الناس وحياتهم؛ بل يتجاوزها إلى تنبيه أفراد المجتمع بخطورة بعض الخلطات العشبية مجهولة التركيب التي تتعارض مع بعضها، فضلاً عن أن بعض الأعشاب الطبية باعتبارها أدوية قد تتفاعل مع بعض أدوية كيميائية أخرى يستعملها المريض فتؤدي إلى مخاطر صحية بالغة الخطورة، مع التحذير من بعض العطارين الذين يعمدون لتشخيص بعض الأمراض والقيام بصرف كميات غير موزونة من الخلطات دون تحديد فترة زمنية للعلاج، ومجاهرتهم بتركيب بعض الأعشاب وعدم الإفصاح عن مكوناتها بحجة أنها خلطات سرية. إضافة إلى ضرورة محاربة البرامج الفضائية البدائية التي تسوق للأعشاب عبر شريطها التلفزيوني، وتجد من الناس قبولاً ومتابعة ولاسيما السيدات! حتى لقد أصبح العلاج بالأعشاب لديهم الملاذ الآمن والبديل المناسب للطب الحديث، وهو ما ينذر بالخطر، ويستوجب الحذر والتنبيه الدائم.
وحيثما كان سوق الأعشاب في عيون صحة البيئة، فأرجو أن يكون المواطن في قلوبهم.. وهو المنشود دوما!