حين تشاهد أحد أفراد أسرتك متوتراً، أو تجد نفسك وقد ضاقت بك الأرض على رحبها وشعرت بالارتباك والهلع والتوتر أو حتى بوادر اكتئاب برغم استقرار أحوالك الاجتماعية والنفسية والاقتصادية، فابحث عن السبب! ولا تركن لزواله مع مرور الوقت!
ولا تعجب حين ترى يدك وقد امتدت تلقائيا نحو إحدى أذنيك أو كليهما، تارة تحكهما وتارات تحرك رأسك بطريقة لا إرادية. وأنت تشعر بالضيق والحنق والاستفزاز!
نعم أيها القراء الكرام، قد يكون السبب ألم الأذن، وهي تحدث فجأة دون مقدمات في معظم الأحوال، وفي كثير من الأحيان تكون آلام الأذن مصحوبة بإرهاق عام، وحمى. وأغلب أوجاعها تأتي مصاحبة لنزلات البرد أو الحساسية، وعندها لا يستدعي الأمر بث الشكوى إلى ذي مروءة أو غيرها، فقد يسخر منك أو يمل من شكواك المتكررة! كما لا تفكر بالذهاب لطبيب نفسي تئن عنده وتتوجع عما نالك من الضيق إلا بعد أن تتوجه لطبيب الأنف والأذن والحنجرة. فقد تجد عنده فك أسرار ذلك القلق وطلاسم التوتر! وقد يجد السبب تورما أو إفرازا أو دما، كما قد يرى لديك رشحا أو انسدادا في الأنف بسبب التهاب الأذن الخارجية أو الوسطى، وقد يعثر على ثقب أو تمزق في الطبلة.ولا توجل حينما يصل الأمر لانفجارها.ولكنك قد تعجب حينما يبلغك طبيبك بأن أذنيك سليمتان! فربما يكون ما ألم بك عرضا ظاهرا لألم باطن.
وقد يشخِّص طبيبك الداء فيجد مصدره مناطق أخرى في الرأس أو الرقبة التي تشترك مع الأذن في نفس الأعصاب الحسية وهو ما يسمى (بألم الأذن الرجيع) وهذا النوع ليس من السهل تشخيصه دوما ولكنه مرير، مرير.. ولاسيما حين يكون احتقانا بالجيوب الأنفية أو التهابا باللوزتين، وأحيانا يكون بسبب عادة يزاولها بعض الأشخاص ويعانون من تبعاتها وهي طحن الأسنان، إذ يقومون بالضغط على أسنانهم وأضراسهم لا إراديا خلال النوم حينما يشعرون بالحنق أو التوتر أو القلق، ويمارس هذا الفعل الكبار والصغار على حد سواء، وهو بدوره يضغط على الفك فيسبب توترا يصل إلى حد الشعور بالألم الشديد في الأذنين وهما منه براء.
والأذنان برغم أنهما من أهم أجهزة الجسم، إلا أنهما في الواقع لا تلقيان العناية الفعلية بقدر ما تجدان الاهتمام الشكلي عند الفتيات أو السيدات حيث يتم تخريم الصيوان بعنف ويحمَّل الأقراط الذهبية أو الألماسية أو الاكسسوارت المقلدة. بل تعدى الأمر للعبث بالصيوان وخياطته بطريقة غير لائقة وبعيدة عن الإنسانية!
والعناية بالأذن لا تتوقف عند مسحها من الخارج وتنظيفها من الداخل،بل ينبغي تجنب دخول الماء فيها حين الاستحمام أو السباحة، ويحسن إغلاق الأذنين بالقطن لمنع تسرب الماء إليهما، لكون الماء يزيد نسبة البكتيريا في الأذن، الأمر الذي يؤدي بدوره لالتهابها.في الوقت الذي تستحق الأذنان التدليل بين وقت وآخر كوضعهما على وسادة دافئة، وتجنب حكهما بأدوات صلبة كالأقلام والمفاتيح!
وحين تنتابك حالة الضيق الشديدة برغم أن الفحوصات سليمة، وتصبح بدرجة عالية من الإعياء والدوخة والغثيان ويزداد النبض في جوانب رأسك، عندها انظر لما حولك، فإذا كنت في أجواء مغلقة وتفتقد للتهوية فاعلم أنك في قبضة غاز أول أكسيد الكربون الذي ابتلع الأوكسجين وتحول لوحش كاسر يحاصرك بقسوة وضراوة.
عندها فقط افتح النافذة واستنشق هواءً منعشا، وستجد أنك أصبحت في حالة من الراحة والسرور والانشراح، وقد زال التوتر والقلق.
ما أضعف الإنسان (كل ذلك!) بسبب نقص الأكسجين!! الحمد لله أنه متوفر وببلاش!
www.rogaia.net