لم يعد ممن يمتهنون العمالة السياسية يخجلون من إظهار ولائهم للدول المعادية لبلدانهم ومجتمعاتهم، فبكل تبجح يصل إلى درجة الوقاحة، يظهر ذلك المدعي المعرفة السياسية أمام عدسات المحطات الفضائية أو في الملتقيات السياسية والبرلمانية يظهر متبنياً جميع الأطروحات السياسية والاستراتيجية وحتى المواقف الفكرية للنظام الذي يعمل لتعزيز مصالحه على حساب مصالح مجتعه ووطنه.
هؤلاء الذين يدعون الدفاع والحديث عن مصالح طائفة دينية أو عرقية ما هم في الحقيقة إلا متاجرون بمصالح تلك الطائفة ويرهنون مستقبلها لأجندات مشبوهة خارج الحدود، بل إن هؤلاء العملاء يدركون أن أطروحاتهم ليست أكثر من خلافات شخصية ومصالح ضيقة يلبسونها لبوساً طائفياً أو عرقياً لإدراكهم أن مواقعهم هامشية وأن أصواتهم نكرة داخل المجتمع الوطني ويعانون نقصاً يسعون لتعويضه بمحاولة لعب دور سياسي والقبول بخدمة مصالح الدول الأجنبية التي لا تتطابق مع مصالح مواطنيهم ودولهم في تحقيق السلم الأهلي الوطني.
ولكي تكون خدمتهم مقبولة لتلك الدول يجري تلميع هؤلاء العملاء وصنعهم كأبطال على طريقة صنع نجوم الغناء والرقص والممثلين، فأصبح هؤلاء الأشخاص الذين لا يعرفون في مجتمعاتهم (نجوماً) تحرص المحطات الفضائية على تخصيص البرامج الحوارية لبث سمومهم، وتُعطى لهم التراخيص لتنظيم الاضطرابات والتظاهرات واستدعائهم للبرلمانات، حيث تعقد لهم لجان الاستماع ليشاركوا في رسم سياسة تلك البلدان الضارة للبلدان التي يدعون الانتماء إليها.
***