الكتابة النسوية في منطقتنا ليست هي المسألة التي تُناقش من حيث هي كتابة ولكن من حيث قيم معيارية أخرى. وعندما يكون الحال كذلك فإنه يمكن القول ببساطة إن ما تنتجه المرأة هنا ينبغي أن يكون مثيراً للجدل ولكنه جدل الإقصاء مع طرف لا يتغيّر حكمه على النص الإبداعي منذ مئات السنين فهو إما يطالب بقطع رأس الشيطان، وهذا الشيطان هو نسخة من الشيطان الأوحد لا نعلم من أجاز نسخها؟! وهذه النسخة تتنقل بين أيدٍ كثيرة وتمرّ على مخيلات متعددة وتتساءل مع عقول كثيرة وكلها متمايزة ولكنها تجمع على (أضعف الإيمان) وهو خيار درجة الإنكار المتدرج ثلاثاً: باليد (أو) باللسان (أو) بالقلب! والأخيرة ليست سلبية فهي من الإيمان، ولكنها: أضعف من سابقتيها وهذا لا يخرج صاحبها من الإيمان!
والأسوأ من هذا أنه داخل ميدان النسوية فسحة كبرى لمنتميات بالجنس إلى الكتابة النسوية ولكنهن مسحورات بالصدامية التي تشمل هنا جملة مفهومات اجتماعية - تدّعي: التحرّر (ممّ ؟). الندية والتكافؤ والمطالبة بنفس ميزات الذكر - لاحظ! - وذلك أمر (لا بدّ له من أمر!) كما كان الشاعر المتميز عبد الكريم العودة يقول! متناسيات أن دهوراً من الزمن مرّ بها الرجل لينال بعض حقوقه، دهوراً ممتلئة بالمرارات والحقد مورست ضده بلغت حدّ الاسترقاق.
لست من المتمرحلين الليبراليين وأبرأ إلى الله منهم ليقينني بأنهم نسخ مشوهة وملوثة من ملهميهم الإمبرياليين يريدون الحياة كما تسير عليه الآن حكراً على قوى الطغيان ذات النزعة الإمبراطورية التي تتداخل مع شعور ديني ارتدادي ومعاد التصنيع. وما استطلاع الرأي الواسع الذي أجريَ في أمريكا عام 2008 والذي أحصى 70 من المئة من المجموع الأمريكي يظنون أن جورج بوش هو:
قدّيس إلا دليلاً على أن قوة الهيمنة العليا تبحث عن معادل موضوعي على الأرض يتشبث به أمريكيو زمن القطيع ليزدادوا قطيعة مع العالم الذي بدأ يتحرر من رسالة أمريكا ضد الإسلام وتحميله - الإسلام - كل الجرائم وكل التخلف وكل التقهقر بينما تدين نفسها إذ تعترف بأن الإسلام هو الحق. كون المؤمنين به شكلوا قوة لا يستهان بها من جميع أشكال القوة وفرضوا نتاج تفوقهم على أسواق الكاوبويز التي تنضح بالهمبرغر الدسم الذي يتميز بعدم تناسب شكله.
العالم يتقدم ويتحدى ويرفض كل مخططات الأمريكان الذين يحملون أسوأ ذل هزيمة يوم هربوا من فييتنام نتيجة صواريخ الكاتيوشا!
Jarallah_al7maid@hotmail.com