من صحيفة «الجزيرة»، وفي صفحتها السابعة عشرة ابتدأ الملحق الثقافي يطل علينا بعد استقلاله، وبعد أن تقاذفته الأيدي بما يحمل من ضروب الأدب وفنون الثقافة؛ حيث انضم إلى مثيله داخل صفحات هذه الجريدة بعد العدد 317 الصادر بتاريخ الخميس 19-6-1431هـ. وكما ذكرت الثقافية في العدد المذكور تحت العنوان «هذا الملحق.. نحن معكم اليوم في الملحق الداخلي وغداً في المجلة الخارجية وبينهما سنبقى صوتاً للجميع»، ومن هذا البقاء، ومن خلال هذا الصوت الذي يسمعه الجميع بمن فيهم المعنيون والمهتمون بهذا الشأن أعبر منه إلى حيث أريد وما أرغب إليه من هذا الطرح الشامخ والطود السامق، ولعل فيما أذكره تلبية للكثير وسلوة للقليل بعيداً عن التكرار أو الطلب والإصرار، خصوصاً أننا في الصيف مع قائظه وشديد الحرارة فيه تلامسه حرارة الفكرة وتشنجات الأمزجة في سلوكها العام والخاص.. فكان من المفترض أن تكون مخرجات النوع الثقافي سهلة الهضم وبسيطة اللون مع كثرة الفائدة؛ حتى يجدها من يبحث عنها، ويستوعبها من يجد نفسه فيها براحة واسترخاء بعد التعب والإضناء. فشكراً وتقديراً لجهود الساعين في هذا المجال والقائمين على إخراجه بهذه الصورة الماتعة من قبل ومن بعد بين المجلة والملحق.. ومن يقرأ يسار الصفحة (17) بعاليه يدرك ما لهذا الأمر من متابعة واهتمام في بقائه واستمراره، وإن تشكل بصوره المؤقتة استجابة للواقع واستشرافاً للمستقبل. وتواصلاً مع الجميع قبل أكثر من شهرين ودعنا العدد 317 بتاريخ 19-6-1431هـ على أمل العودة بعد فترة الصيف حسبما هو مبين في أولى صفحات العدد ومذيلة بصورة لغلاف العدد الأول في 3-3-2003م، ومن هذا التاريخ ابتدأت مسيرة هذا الملحق الثقافي المهم، ومن هذا التاريخ أيضاً (مجازاً) سيبدأ إبحاري المتواضع بزورقنا البسيط في بحور الأمل والطموح.. وما عساني أن أقف في مرفأ الفهم أو النتيجة إلا بعد الترافؤ مع الثقافية أو التردد منها وإليها، وأجدني منماثاً فيما تحمل من تنوع وتشكل في المضمون والمظهر في ظل الضباب والرياح والاتجاه.. فالشكر للجميع من هندسة الكلمة إلى صناعة الصورة إلى مقاربة الفكرة ومظنة المعنى في بعد ثالث لا يخص الكاتب أو الناقد.. طالعنا العدد الأول منشوراً في العدد المذكور، ومصادفة وقع بين أيدينا العدد (48) بعنوان رائع «ومر عام» الصادر بتاريخ الاثنين 10 محرم 1425هـ، وبعد ذلك اختفت الأعوام التي تحمل رؤية النقد والتقدم من خلال الأعداد التي تحفل بذات التوجه بعد العدد 48، فكان يفترض بعد العدد 96 أن يكون الاحتفال بمرور عامين، ومع وصول العدد 114 ثلاثة أعوام ومع العدد 288 ستة أعوام، وهكذا إلى العدد 326، تكون الأعداد في عامها السابع بلحاظ وجود الملحق الداخلي؛ إذ تم القفز عليه وتجاوزه، فالمسافة أبعد من أن يكون مدرجاً ضمن حساب العدد المستقل (مجلة خارجية).
المهم هل تذاكرنا في هذه الفترة كيف سيكون الاحتفاء بمرور سبعة أعوام خصوصاً أن فترة الأعوام الستة مرت مرور الكرام ولم يصدر أي عدد تذكاري مميز يحتفي بهذه المناسبة لتكون الأعداد المنقضية والفائتة منهجاً للدراسة والاستقراء لما كان سائداً ومألوفاً آنذاك.. والأعداد الآتية مستقبلاً استشرافاً في التجديد والتطوير. فهنيئاً للجميع بهذا التواصل - إن تم ذلك - والإبحار المعرفي المطلوب للكل مع ضميمة الاقتراحات في التوجه والرؤى وكذلك العمر والمعمور.. فمن يقرأ ما سطره يراع رئيس التحرير في العدد السنوي بعنوان «ماذا بعد» ومدير التحرير تحت عنوان «بعض نقاط ضعفنا» وكذلك الأقلام الأخرى بقاماتها السامقة يدرك ما عنيناه في معرض كلامنا، وما هو القصد منه في الاعتراف والنقد، وكما كنا بحاجة إلى أعدد «48» قبله مع اصطفافنا بالأستاذ «المالك» في مقالته الماتعة التي تعطي البعد في السؤال الآتي: مع مرور سبعة أعوام أين الثقافية؟.. وأين موقعها وحضورها؟ وأين الأقلام التي كتبت قبل هذه المدة؟ ماذا يقولون الآن..؟ فإذا كانت لنا مندوحة من هذا العدد فإننا نقف به وعليه إلى غيره من الأعداد الخاصة والمفضلة المعنية بملفات التكريم والموضوعات المهمة المناطة بالحراك الفكري والثقافي وما يرعيانه من توجه أدبي وإبداعي والملاحظات المنشورة على شكل مطالب وطموح من معنيين ومتداخلين. كقراءة في العدد الفائت وهنا قراءة في الأعداد الفائتة كلها أو بعض منها، وأيضاً هؤلاء مدوا على جسر التنهدات للأستاذ الصافي حيث لم يأت من يملأ هذا الفراغ ولو في زاوية أخرى. وأيضاً تكوين واتجاهات، وذاكرة.. إلخ هذا بعض ما أسعفتني به الذاكرة لما كنا نأمل فيه التطوير والتجديد لا إلغاءه كما حصل لبعض إصدارات الجزيرة كالملحق الرقمي، وإصدار عالم الكتب، والمجلة.. وما يخص ملفات التكريم نرجوها أن تكون كالاستثناء للدكتور القصيبي أو الخاص بالأديب القاضي والمرحوم بإذن الله تعالى الجفري، ويكون التنويه عنه قبل عرض الإصدار.
وختاماً.. وددت أن تكون الصفحة (12-13) المنشورة في العدد «48» تحت عنوان «حصاد المجلة الثقافية» للأستاذ تركي إبراهيم الماضي من إحصائية مهمة لنشاط سنة كاملة هي عين حاضرة في العدد «التذكاري القادم». ومن يتابع بعض الإصدارات الثقافية والإعلامية المتنوعة يجدها تحتفي بين فترة وأخرى بمبدعيها أو بسنوات إنشائها كنصف الدنيا ومسيرة (135 عاماً) من الفكر والإبداع من سليم وبشارة نقلا 1875م إلى د. عبدالمنعم سعيد 2010م.
ولها أيضاً.. 1000 شمعة في 1000 عدد.. ألفية الصحافة النسائية ومجلة آخر ساعة و75 عاماً من عمر مصر وكل صفحات المجلة سيرة ذاتية لرؤساء التحرير والأقلام المشهورة فيها، وأيضاً اليقظة الكويتية ومرور 43 سنة، وكذلك العربي الكويتية في يوبيلها الذهبي.. وما نشرته من إصدارات في هذا الصدد كالعدد 72 إبريل 2008 في جزأين تحت عنوان «مجلة العربي نصف قرن من المعرفة والاستنارة».. إلخ.
واصل عبدالله البوخضر
ستعود الثقافية إلى قرائها في 7/10/2010