لأسماء الأسر والأفراد ذكوراً وإناثاً في كلّ بلد عربي طابع خاص قلما يحيد عنه السكان، ويمكن ملاحظته ومقارنته بنحوه في البلدان العربية الأخرى دون عناء.
وفيما يأتي إعلام بالأسماء الجارية على الألسنة، وبخصائصها الإقليمية المستقرّة في الأفهام، وبطوابِعها المناطقيّة الواضحة للأقوام.
ففي مصر مثلاً تكثر أسماء (مدبولي ومتولّي ودمرداش وشعراوي وحسنين ومحمدين وعوضين وسِرِّي وهيكل وحنفي وشافعي، وشنّاوي وبسيوني وشاذلي ولَمْعَي وبُرَعي وسيّد ومليجي وجمالات وعطيات وكاميليا ونواعم ونيلْلِي وتحيه وستّ أبوها وقوطه).
وفي السودان تكثر التسمية ب(سر الختم وميرغني وبابكر وعثمان والرَّيِّح ومحجوب).
وفي بلاد الشام تكثر أسماء (غسّان وعدنان ومروان) وينطقونها في الدارجة بحذف النون، (وهشام وعصام) وينطقونها في الدارجة بحذف الميم، (وراتب وبشّار وبشير ومنذر ونذير وشوربجي).
وفي دول المغرب تكثر أسماء (لَحْسَن وميلود ورحّال وأرحيله وسنوسي والمنصِف وسعيده ونزهه وفتيحه ومليكه ورشيده وغزلان).
وفي دول الخليج العربي تكثر الأسماء المصغّرة المحلاّة بآل دون نَسَب أو معه مثل (الفريح والمحيميد والعثيمين والمديميغ والسّويلم والمصيبيح والعليويّ والمصيريعيّ)، وتختص هذه الدول أيضاً بأسماء أخرى لها طابع معيَّن نحو (مقرن ومتعب ومشعل ومساعد وتركي ومزنة ونوره ومضاوي وموزه والجوهره وجواهر).
أمّا في العراق فإن الأسماء لا تكاد تخرج عن (المدفعي والعقابي والعسكري ورعد وطوفان ودرع وصنديد وهِزَبْر وصدّام وهدّام ولازم وأَسَل وزَعَل وفاتِك وهادم وصارم وثائر وجبّار وسبع وسبعاوي ونمر وغزوان وحردان ومِزْبان وقاطع ومِسْحِل وانتفاض وعناد وضاري وزْوبَع ومزاحم ووميض والشّوك وشهاب ومزعِل وضرغام وطراد وعديّ وباقر وكفاح ونضال وعابس وعبّاس ولميعه وسهام وأطوار ونبال ونيران وبروق).
أنا أعتقد جازماً أن مولوداً جديداً ذكراً في سورية أو الأردن - على سبيل المثال - لا يمكن أن يسميّه أهلُه (سنوسي أو سرّ الختم أو ميرغني أو حنفي أو لَمعي أو دمرداش أو مدبولي أو برعي)، وأنَّ أنثى في هذين البلدين لا يمكن أن يسميّها أهلها (ستّ أبوها أو قوطه)، ومثل هذا الاعتقاد ينسحب على أكثر الدول العربية في جلّ الأسماء التي ذكرناها، وهذه الطوابع الإقليمية للأسماء تشبه تماماً في اختلافها طوابع الأسماء الأوروبية، فأنت إذا سمعت اسماً لأوروبي استطعت - على الغالب - أن تعرف من أول وهلة أنه اسم لروسي أو فرنسي أو ألماني أو إيطالي أو إنجليزي مثل خروشوف وديستان وهاينز ولوشيانووونستون على التوالي، وهذا في حدّ ذاته - إلى جانب أسباب أخرى - يدلّ بوضوح على أنّ اختلاف الأسماء وتمايزها سمة قوية من سمات اختلاف (الأمم الناطقة بالعربية)، وعلامة على انفصالها لا على وحدتها واندماجها.
* أستاذ سابق في الجامعة