لم يَعُد أحد قادراً على إخفاء مخطّطاته واستراتيجياته، فمع التطوُّر العلمي، ونفاذ القدرات التكنولوجية إلى أكثر المواقع حصانة والوصول إلى أدقّ المعلومات، لم يَعُد مجدياً أن يخفي أحد ما يريد فعله، فقد أخذت الأقوال تكشف ما وصلت إليه الأجهزة الرقابية وما جمعته المعلومات الاستخباراتية. ولهذا فلم يفاجأ المتلقّون لخطب وتصريحات الزعماء السياسيين الذين لا يضيفون شيئاً لما سبق أن علموا به. ولذلك لم يكن غريباً قول علي ولاياتي المستشار الأعلى لمرشد الثورة الإيرانية ووزير خارجية إيران الأسبق، أثناء زيارته الأخيرة للبنان، بأنّ لبنان خطّ الدفاع الأول عن إيران عند تعرُّضها لأيّ عدوان من إسرائيل أو أمريكا..!!
هذا القول تردّد صداه في طهران وإنْ أُضيف إليه بلدان أخرى، فقد قال رئيس الحرس الثوري الإيراني إنّ خطّ الدفاع الأول عن الثورة الإيرانية هو لبنان وفلسطين والعراق..!!
اعتراف متأخّر، فالجميع يعرف أنّ «دكاكين الثورة الخمينية» في لبنان وفي فلسطين والعراق وفي أماكن أخرى معروفة تماماً، ما هي إلاّ كتائب إيرانية عسكرية متقدّمة، يقودها ضابط من الحرس الثوري حتى وإنْ تخفّوا تحت أسماء عربية، وبعضهم تسنّى له الحصول حتى الجنسية العربية في البلد الذي يشرف فيه على تدريب خلايا الحرس الثوري. هؤلاء معروفون في العراق ولبنان وإنْ لم يتسنّ لهم التغلغل في فلسطين الداخل، مع أنهم أوجدوا روابط مع فلسطينيي الخارج.
بعد أقوال مستشار المرشد السياسي ورئيس الحرس الثوري، لم يَعُد مجدياً إخفاء مهام «دكاكين إيران» سواءً في لبنان أو في العراق أو فلسطين ودول الخليج، فمهمّتهم تكوين خطّ دفاع عن إيران الثورة، أما المقاومة وتحرير فلسطين وتحرير العراق... فكلُّ هذا لغوٌ وضجيجٌ لم يَعُد ينطلي على أحد.
***