خلق الله العباد ليذكروه، ورزق الله الخليقة ليشكروه؛ فعبد الكثيرون غيره، وشكر الغالب سواه؛ لأن طبيعة الجحود والنكران والجفاء وكفران النعم غالبة على النفوس؛ فلا تصدم إن وجدت هؤلاء قد كفروا جميلك، وأحرقوا إحسانك، ونسوا معروفك، بل ربما ناصبوك العداء ورموك بمنجنيق الحقد الدفين، لا لشيء إلا لأنك أحسنت إليهم.
وليس معنى هذا الخطاب أن تترك الجميل وعدم الإحسان إلى الغير، بل اعمل الخير لوجه الله؛ لأنك الفائز على كل حال، ورحلة الحياة أشبه بركاب قطار يسير في طريق طويل بين الدراسة والعمل والكد والتعب، ولا ندري إلى أين ستنتهي؟ وفي هذا الطريق نقف في محطات من الأمل والألم؛ فعش يومك، وحاول أن تولد السعادة منه، ودع الغد لرب العالمين؛ فهو يتكفل به.
ازرع الأمل في قلبك، وعش يومك بسعادة، وحاول أن تتخطى الأحزان بابتسامة؛ فقد تندم عليه وأنت لم تبتسم.
مصري مقيم في المملكة