الأجواء الصيفية بالقريات أجواء معتدلة إلى حد بعيد طيلة ساعات النهار لكنه يميل إلى أجواء أكثر إمتاعاً في الليل حين ينطلق الغربي ملاطفاً الوجوه.. ندياً.. عليلاً.. يحمل معه الرطوبة التي تشيع في النفس ارتياحاً وتمنحك متعة السهر طيلة الليل.. وعند ساعات الفجر يكون الجو أكثر برودة.
* القريات في موقعها وفي أجوائها وفي طقسها ليست قاسية.. ولا تفد لك بالملل ولا تسقيك جرعات من السأم بل بالعكس الكثير ممن قدر لهم المرور بالقريات في غدوهم ورواحهم يستمتعون بأجواء القريات ولا غير الأجواء.. لكن هناك ممن يحيل هذه المتعة إلى سخط وملل وسأم وكدر.. فالماء هذا العام يبدو أنه سيحيل القريات صيف هذا العام إلى واحة من العطش والركض وراء الوايتات.. الحالة ليست جديدة والأمر يتكرر ولكن من بيده الحل ربما لا يلمس معاناة الناس ولا يشعر بها أو أن الحلول في نظره لا يجب أن تعالج هذه المسألة بجدية ومن جذر المشكلة إلا عند تفاقمها. فنحن اعتدنا على أن حلولنا لكل قضايانا ردود فعل وبالفزعة.. أما القضية الأخرى وهي في نظري أهم وهي بداية لا تبشر بخير لقطاع الكهرباء والذي بادرنا منذ أيام بانقطاعات متكررة للكهرباء. فإن كانت هذه الأحوال جاءت قبل دخولنا في (آب اللهاب.. وتموز اللي يخلي الميه تغلي بالكوز) فكيف ستكون الحال في ولوجنا هذين الشهرين؟
محطة التوليد تئن من تقادمها وصعوبة إعطائها قدرة توليد تواكب النمو العمراني والسكاني وأصبحت الطاقة المولدة هي نفس القدرة المغذية للمدينة والأحمال في تصاعد.. والتوسعة التي وضع حجر أساسها منذ سنوات لم نرَ فيها أساسات تبنى ولا جدران تقام، وأصبحت الكهرباء بالقريات على كف عفريت هذا الصيف، وحين تقع المشكلة نبادر بالبحث عن حلول لا تأتي إلا بمولدات مجددة مأخوذة من محطة مغلقة أو متوقفة وكأن الشركة تتصدق علينا لوجه الله.
* أما ثالثة الأثافي فالطيران والرحلات الجوية من وإلى مطاري جدة والرياض وهي مشكلة أزلية بل مستعصية على الحل. لأن القريات ليست أكبر همهم ولا ركابها ولا مرضاها ولا الضغط على مطارها (علبة السردين).. يرون رحلة واحدة تكفي.. طائرة صغيرة.. كبيرة علينا.
* حين ترى الطوابير على كاونتر موظفي السعودية بالمطار والاحتقان والامتعاض والأصوات المرتفعة التي تسمعها.. تلتمس لهم العذر.. وتعذرهم ولكن موظفي السعودية بالقريات ليس بيدهم حلول سحرية، صالة تضيق رغم ضيقها، والمكتب داخل المدينة لا يملك قرارا ولا تقريرا.. هذه الصورة تتكرر كل عام.. وحال لا يتغير وأصوات تعلو الفضاء ولا من يجيب.. ولا أعرف السر وراء صدود السعودية والتي (تعتز بخدمتنا) و(تشكرنا على اختيارها..) لا تقدم على ما يحقق راحة المواطن والقادم للقريات بل وحتى القادم من الخارج ليمتطي صهوة السعودية ولا حتى المرضى الذين يفقدون مواعيدهم في المستشفيات المتخصصة لتعذر الحصول على مقعد.
- فهل ترى أن صيف القريات سيكون ممتعاً يا صاحبي.. أبداً.. إنني أراه أنا صيفاً آخر.. بل إني أرى صيف القريات سيكون على صفيح ساخن.