ابتداءً من يوم الاثنين 24 جمادى الآخرة عقد قادة العمل التربوي في المملكة اجتماعهم الدوري لهذا العام. يأتي هذا الاجتماع في إطار رغبة القيادة العليا في إصلاح التعليم وتطويره، وهذا أمر أصبح واضحا لكل المهتمين والمتابعين لشأننا التعليمي. لقد أثار اهتمامي الشخصي توقيت انعقاد لقاء قيادات التعليم؛ حيث إن عقد هذا اللقاء قبيل بدء الاختبارات قد يشير إلى أن الاختبارات ما زالت تستأثر بنصيب الأسد من جهودنا ووقتنا وتفكيرنا على حساب جودة العملية التع ليمية المتدفقة طوال العام. إنَّ أعظم علة ابتُلي بها تعليمنا العربي هي علة النظر إلى الاختبارات باعتبارها غاية بحد ذاتها، يتطلب الاستعداد لها التقاء كل قيادات التعليم وحشد كل الجهود والطاقات، ثم ليت نتائج هذه الاختبارات تفرز طلابنا بحسب حقيقة التعليم التي حصلوا عليها (هناك تضخم كبير في تقديرات الطلاب تعرفه مكاتب القبول الجامعية).
تمنيت لو أن لقاء قادة العمل التربوي في بلادنا انعقد بعد انتهاء فترة تقويم (اختبارات) الطلاب لتكون نظرة قيادات التعليم عندئذ إلى واقعنا التعليمي أكثر شمولية. إن قادة التعليم سوف يكونون عندئذ قد أغلقوا ملف العام الدراسي وتفرغوا تماما للتأمل في مؤشرات واقعنا التعليمي بعد اكتمالها، ومع كل ذلك فاجتماع قادة تعليمنا كله خير إن شاء الله.