خمسة أعوام من الانفجار التنموي والعلمي والثقافي والفكري.
خمسة أعوام من الالتحام بين ملك انصهر مع رعاياه، ووطنٌ ومواطنون أصبحوا وحدةً واحدة.
خمس سنوات عاشها المواطنون للبيعة المباركة حَفِلت بإنجازات لا يمكن المرور عليها وذكرها كما تُذكر الإضافاتُ والأحداث عند تعدادها في المناسبات الوطنية.
عهدُ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي أُطِّر ببيعة المواطنين وطُرِّز بملامح الحب والولاء، والذي نستعيد ذكراه اليوم، بادئين العام السادس لهذه البيعة المباركة، نتوقف أمام تحولات بنيوية على الأصعدة كافة، فعهدُ عبدالله بن عبدالعزيز - وإن ما زال في بدايته - لم يقتصر على إحداث تغيير في مجال واحد، فبالإضافة إلى الانفجار التنموي الذي تَمثَّل في تسريع عجلة التنمية، والتي سلكت واتخذت نهجاً بنيوياً من خلال استحداث الملك عبدالله بن عبدالعزيز أسلوبَ إنشاء المدن، فأُنشئت المدن الاقتصادية، والمدن العلمية، جامعية وتقنية، ومدن طبية، تعززت بتطوير التعليم ليُفتح باب الابتعاث الجامعي نحو الآفاق العالمية العلمية وإعطاء الفرصة لمن يريد الاستزادة العلمية الجامعية من خلال الابتعاث الداخلي.
هذا التطور وإطلاق جذوة التعليم العالي صاحبه إصلاح لمنظومات العمل القضائي والطبي والاجتماعي، فلا هاجسَ ولا همَّ لعبدالله بن عبدالعزيز سوى الاهتمام بالإنسان السعودي، فالمواطن هو همُّه، داخل وجدانه وفكره.
هذه المسيرة البنيوية للتنمية في المملكة عززتها نظرة فكرية متقدمة من خلال إشاعة وتجسيد ثقافة احترام الآخر، والانفتاح على الثقافات والحضارات، لتشعَّ من المملكة ثقافةُ الحوار التي أصبحت أسلوباً للتعامل بين المجتمعات والدول، ثقافة غرسها عبدالله بن عبدالعزيز في المجتمع السعودي لتشعَّ خارج الحدود حاملة الفكر السعودي المتنور.
كلُّ هذه المتغيرات وكلُّ هذا التطور ينتصب اليوم في ذكرى عزيزة على كل مواطن، مضيفاً علواً متسامقاً للوطن، صنعه وقاده ملك نحتفل اليوم بذكرى مبايعته على الحب والولاء والوفاء في ذكرى لها مكان أثير في قلب الوطن.
***