الحديث عن الجامعة حديث ذو شجون فعندما نتحدث عن التعليم الجامعي فيتبادر الى أذهاننا مناهج التعليم الجامعي فيؤسفني أن أقول: إن مناهج الجامعة في بلادنا مازال يعتمد في معظمه على أنواع المناهج الأكاديمية المطبقة في الجامعات الغربية وعلى الرغم من أن جامعاتنا تضم عشرات الآلاف من أعضاء هيئة التدريس وتضم مئات الآلاف من....
.....الطلبة لكن جهد حقيقي لم يبذل لتطوير مناهج التعليم الجامعي في بلادنا، فهناك على سبيل المثال ثنائية في تركيب المناهج الجامعية منقسمة الى أقلية تعتمد على نظام المقررات وأخرى تعتمد على نظام السنوات وفي كلا النظامين سلبيات وايجابيات كان من الممكن تطويعها كي تناسب حاجاتنا، ولكننا مازلنا في هذا الإطار ناقلين، وعندما نأتي الى البرامج الأكاديمية فما زالت معظمها في طور الترجمة والنقل وقليل منها في طور الإبداع والابتكار حتى في العلوم القريبة الى ثقافتنا العربية، فالمنهج المتبع في الأغلب غربي الجذور، كذلك التعليم الجامعي مازال عينة من التعليم العام المنهج والمدرس، فالمناهج الجامعية امتداد لأسلوب عقيم في التعليم العام، لقد استشرفنا آمالاً كبيرة في التعليم الجامعي، لذلك فإن الفشل في تحقيق غاياته لو جزئياً يصيبنا بإحباط عظيم.. جمهور الأساتذة الجامعيين منقسمون على أنفسهم تشدهم بجانب كل سلبيات مجتمعنا المعروفة مدارس في التفكير نشأوا عليها في الغرب وستعيد كثيرا منهم فكرة ان الإجادة هي نقل ما قاله الغربيون في هذا الموضوع أو ذاك دون ابتكار وإضافة خلاقة، يفتقد بعضهم الى جسر بين الطالب وأستاذه وهو قدرة التواصل والتوصيل، وتهتم جامعاتنا بالمشكلات العلمية سواء كانت تقنية أو اجتماعية ذات المنشأ الغربي وتضرب صفحا عن مشكلات بيئية قريبة إلا فيما ندر، تلك كلها ظواهر لقضية التبعية العلمية فقد دربنا معظم اساتذتنا الجامعيين في جامعات خارجية دون تأهيل كاف قبل ذلك أو بعده لفهم بيئتنا والتفاعل معها، لذلك فإن المنهج المدرسي الجامعي سوف يقصران إلى أجل عن أداء مهماتهما، وتتسع الفجوة بين الطموح المنبثق من الحاجات الحقيقية والواقع، قياسنا للمعلم الجامعي كما هو قياسنا للمعلم بشكل عام درجته العلمية وسنوات دراسته وكلاهما ليس ضمانة لكل الأفراد بل لمعظمهم كي يعرفوا ماذا يعلّمون وكيف يعلّمون.
ان هموم التعليم الجامعي كثيرة ومتعددة نطرحها هنا للقارئ لشعورنا العميق بأنها من أولوياتنا الملحة. فقد أصبح العلم كمنهج وكنشاط اجتماعي بمثابة المحرك الذي لابد منه لعملية النمو الاقتصادي، ولم تنجح أمة من الأمم الحديثة في التقدم إلا بتطوير وسائل إنتاجها ولم يتحقق لها ذلك إلا من خلال قوة بشرية، اتاح لها التعليم المنظم الحديث عن استغلال طاقة أفرادها عن طريق المبادرة والتفكير المستقل واعطاء العقل دوره في الحياة.
كلية العلوم الإدارية والإنسانية
بمحافظة المجمعة فرع جامعة الملك سعود
قسم التربية الخاصة
Email. Twhad-alfozan@yahoo.com