الأمانة من أهم الفضائل التي حث عليها الدين الإسلامي الحنيف، وقد ورد ذكر الأمانة في أكثر من عشر آيات، وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة تدلل على أهمية الأمانة. قال سيد البشرية صلوات الله وسلامه عليه «أد الأمانة لمن استأمنك ولا تخن من خانك». وربط الإسلام الأمانة بالفروض، وأكد أنه لا إيمان لمن لا أمانة له ولا صلاة ولا زكاة لمن لا أمانة له. لقد كثر الحديث عن انتهاك الأمانة من خلال الكثير من الحوادث التي من أهمها الأخطاء الطبية وعدم الالتزام بأمانة المهنة مما تسبب في وفاة العديد من الأبرياء. وهناك الكثير من الأخبار التي تنشرها الصحف المحلية تتحدث عن الاختلاسات والسرقات والفساد المالي والأخلاقي والإداري إنها أخبار سيئة وغير سارة لنا في وطن المجد. وما دام الجميع يدرك أن كل ما أعطاه الله للإنسان هو أمانة فيجب ألا تضيَّع هذه الفضيلة قال- صلى الله عليه وسلم- «إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة». وقال الله تعالى ?إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا? (58) سورة النساء لأن الناس إذا التزموا بتأدية الأمانة سيتحقق لهم الخير وكل إنسان لا يؤدي الأمانة فهو مخالف لشرع الله وأوامره وخان أمانته وفرط بها.
إن مثل هذه الأمور تحمل معها أخطارا كبيرة تهدد أمن واستقرار هذه الأمة ووجودها، وإن المسلم كيف يكون كامل الإيمان وهو يخون أمانته هذه التجاوزات التي تعدت حدود الواقع لا يمكن السكوت عليها، وهذا يتطلب نمو الوعي بالعقيدة والدين والحساب يوم لا ينفع مال ولا بنون، وتكاتف أفراد المجتمع لرفض كل الوسائل التي تؤدي إلى انتهاك حرمة الأمانة لأن كل السلبيات يجب تحويلها إلى إيجابيات، وتقديم كل واحد نفسه إلى مجتمعه بأنه إنسان فاعل صالح غير فاسد يساهم في تحريك التأريخ وصنعه وإعطاء الأجيال القادمة صورة مشرفة عن مسيرة هذا الجيل من هنا لا بد من الوقوف في خنادق الحماية والدفاع عن كل القيم والقضاء على كل الظواهر السيئة التي تسبب الكثير من الآلام للأمة، وعلى الجميع التمسك بأوامر الله وتطبيق مبادئ الإسلام السمحة والاقتداء بقول المصطفى الأمين- صلى الله عليه وسلم- الذي قال «ألا كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته» فانتبهوا يا من خنتم أماناتكم إن حساب الله عسير ووعده حق. قال سبحانه وتعالى ?إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا? (107) سورة النساء. واعلموا أن من يخون أمانته ذليل مدحور في حياته ومماته وأمام العالم. فكل إنسان يحمل أمانة وفي أي موقع يجب عليه أن يراقب الله وأن يكون عضواً نافعاً لدينه ولأمته ولنفسه فهل يرضى أحد منكم أن يخون الله والرسول؟
إن ضياع الأمانة هلاك للبشر والقيم وعلى كل واحد محاسبة نفسه في كافة أقواله وأفعاله والابتعاد عن إثارة الفتن.
****