كان مدير الأمن العام واقعياً وهو يتحدث في لقاء مديري المرور بالمملكة يوم الأحد 14-3 حينما أكد سعي هذه الإدارات لتطبيق المفهوم الواسع للسلامة المرورية من خلال تنفيذ الخطط والبرامج والتعليمات والقوانين والإجراءات المرورية الوقائية الرامية لتقليص الحوادث حماية للإنسان وممتلكاته، ولوحظ تركيزه على أهمية تطبيق وسائل الأمان وتوفرها بالمركبات، والسعي لتقليل المخالفات بتكثيف الدور الوقائي الميداني، وشدد على أهمية تجاوز المعوقات وطرح الحلول وتبادل الآراء المفيدة مع العاملين بالميدان، ويفهم من كلام الفريق القحطاني أنه لا يحبذ التنظير المكتبي والخطط التي ترسم داخل الاجتماعات ثم تترك بين الحيطان، أراد التأكيد على أشياء هامة منها تضافر جهود المكتب مع الميدان وتدارس كل ما يحدث ميدانياً وتحديث الخطط بما يتناسب مع المستجدات لتجاوز أي معضلة أو عائق مروري، وهو حينما يتحدث عن الميدان فإن السامع يفهم أيضاً اهتمامه بتطوير قدرات العاملين من ضباط وأفراد بميادين المرور على تنوع مهامهم وأنشطتهم فهم يكملون بعضهم البعض.. وهذا ما كان محل التركيز من قبل اللواء - سليمان العجلان: مدير عام المرور وهو يتحدث للمؤتمرين ذات الصباح حينما أشار إلى أن خفض الحوادث المرورية وآثارها المؤلمة، وضبط السلوك المروري في الشارع من خلال توعية مستخدم الطريق؛ يرتبط بتطور العنصر البشري وهم (رجال المرور) بتطوير قدراتهم وفق خطط مدروسة متجددة ومن ثم متابعتهم والرفع من مستوياتهم باستمرار.. وهذه نظرة جادة وصائبة إذ يلاحظ تركيزه على العنصر البشري رجال المرور ومتابعتهم بعد تدريبهم المكثف لاستمرار تطوير قدراتهم، وهي نظرة متحضرة ترى في متابعة العناصر تثقيفاً وتدريباً عاملاً مهماً وحاسماً في الرفع من مستوى الأداء المروري وصولاً للدرجات المأمولة المرضية، وحينما وجه العجلان نقداً لطيفاً ذاتياً لجهاز المرور الذي ينتمي إليه لعدم تمكنه التام من خفض نسب الحوادث المرورية والتقليل من نتائجها السلبية؛ فإنه قد استحث لجان السلامة المرورية لزيادة وتفعيل أنشطتها المشتركة مع وزارتي النقل، والشؤون البلدية والقروية سواء ما يتعلق بالأخطاء الهندسية في الطرق السريعة أو الشوارع داخل المدن، بما في ذلك تدارس الخطط المستقبلية لطرق جديدة، ولفت الانتباه بتساؤلاته حول إنجازات هذه اللجان وشمولها لأصحاب الخبرات والدراية بالشأن المروري، وهل هم مخولون باتخاذ بعض القرارات؟!.. وهنا نلمس أن اللواء العجلان لم يدَّع أن جهازه كامل القدرات والجاهزية من كافة النواحي والجوانب، بل إنه يلمح إلى شيء من عدم اكتمال الأهداف والنتائج المرجوة ويرجع ذلك إلى العوامل التي مر ذكر بعضها داعياً إلى مزيد من الجهود والتعاون لتحقيق أعلى مستوى مأمول، وفي نظري أن الفريق القحطاني واللواء العجلان يتحدثان بوضوح ولم يقدما الحجج والأعذار، وهذا ما يدعو المواطن للشعور بالاطمئنان بأنه أمام رجال أمن ورجال مرور يريدون بحق أن يقدموا للمواطن والوطن خلاصة الخبرات مدعومة بالقدرات المتاحة، وتبقى أدوار أخرى هامة وهي تحويل الأقوال إلى أفعال ملموسة ومزيد من الدعم وتعاون المواطن من جانبه بالسلوك المروري المتحضر، لأن كل الخطط لن تجدي نفعاً إذا لم تقترن بالسلوك المنضبط حماية للأنفس والممتلكات.