سواء تحققت رغبة العراقيين وتمَّ التغيير، وأُبعدت العناصر الفاسدة والمروِّجة للطائفية والتي اعتمدت المحاصصة للبقاء في السلطة طوال الأربعة أعوام الماضية.

وسواء تحققت هذه الرغبة العراقية الطاغية، أو بقي بعضٌ من تلك الوجوه التي عرفها العراقيون، ولم يحققوا معهم خيراً، فإن المطلوب من الذين أعطاهم العراقيون ثقتهم وأصواتهم وأوصلوهم إلى البرلمان الجديد، أن يستفيدوا من أخطاء الماضي، وأن يكونوا وفيين للوعود التي أعطوها لناخبيهم، وبالذات تحقيق المطالب المشروعة للعراقيين في تحسين الخدمات، وبخاصة في توفير الكهرباء، والماء النقي، والخدمات الصحية والتعليم وتحسين البنى الأساسية لكثير من أساسيات وركائز التنمية التي توقفت تماماً في العراق، لانشغال القيادات التي حكمت العراق في تقاسم مكتسبات الحكم، والتحجج بتوفير الأمن الذي كان يُفترض أن يُمهد له بتحقيق مصلحة وطنية حقيقية، ومحاربة كل القوى الطائفية والعنصرية التي أوصلت العراق إلى ما يشبه الحرب الأهلية، ومثلما نجحت القوى الوطنية العراقية في الحد من خطورة تنظيم القاعدة وتقليص وجوده إلى درجة الإلغاء، يجب أن تُلغى المليشيات والعصابات الطائفية التي يقودها رموز طائفية تحتل مراكز القيادة في الكتل الانتخابية التي نجح بعضها في الوصول إلى البرلمان الجديد.

تحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية، توفير الخدمات الضرورية للمواطن العراقي، خصوصاً في الكهرباء والماء والصحة والتعليم، وتحسين العلاقات مع دول الجوار العربية، ووقف الاندفاع نحو إيران، ومعالجة تدخلاته في الشأن العراقي، هو ما يريده العراقيون الذين أوصلوا أعضاء البرلمان الجديد.

أجندة طويلة تنتظر البرلمان الجديد.. والعراقيون ينتظرون أن يُنفذ أعضاؤه وعودهم في الحفاظ على دماء العراقيين وأموالهم.