في الأجندة الوطنية أصبح يوم مخاطبة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الأمة من تحت قبة مجلس الشورى يوماً ينتظره المواطنون كافة، ويعدها المراقبون والمحللون والمهتمون بالشأن السعودي مناسبة لتقييم ما أُنجز وما تحقق في المملكة العربية السعودية خلال عام مضى وما تطمح إليه القيادة السعودية من تحقيق في العام القادم. فخطاب الملك في هذا اليوم، الذي يؤرخ لبداية أعمال السنة الثانية من الدورة الخامسة لمجلس الشورى، يقدم للمواطن السعودي وكل مَنْ يتابع الشأن السعودي رؤية شاملة لما تريد القيادة السعودية تحقيقه سواء من إضافات تنموية وتنفيذ لإصلاح الأوضاع في البلاد من خلال معالجة أوجه القصور في المجالات التي تسعى القيادة إلى معالجتها من خلال برامج عمل طموحة متصلة، خاصة في محاصرة الفقر والفساد، المعضلتين الرئيستين اللتين يتصدى لهما قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بقوة، واللتين تتطلبان تضافر كل الجهود وتفرضان على المؤسسات والأجهزة وكل القطاعات الحكومية والشعبية أن تعمل جميعاً على وأد هاتين النقيصتين، خاصة حالات الفساد المالي التي استباحت المال العام وحرمت المواطنين من الاستفادة مما خُصِّص من أموال لتنمية الوطن. أما مسألة الفقر فلا تزال الطموحات حيالها أكبر مما تحقق رغم الجهود الكبيرة التي بُذلت في هذا الخصوص. ولقد كان خادم الحرمين الشريفين شفافاً واضحاً وهو يؤكد أمام أعضاء مجلس الشورى أن ما تحقق لا يلبي طموحنا.. ومع هذا فإن طموح قائد الأمة يفرض على الجميع العمل بجد وإخلاص لتحقيق طموحات القائد التي تعدُّ انعكاساً لما يسعى إليه المواطنون الذين يجدون في أعمال وأقوال خادم الحرمين الشريفين ترجمة لما يشعرون به وما يطمحون إليه. أما الذي لفت انتباه الحضور ومتابعي الخطاب الملكي فهو تأكيد الملك - حفظه الله - على أهمية الكلمة، وتنبيهه إلى أن الكلمة إذا ما تحولت إلى تصفية حسابات تصبح أداة هدم وتخرج عن المسار المراد لها كأداة إصلاح وتهذيب.. ودعا - حفظه الله - الجميع إلى أن يتقوا الله في هذا الخصوص والعمل على توظيف الكلمة لتحصين المجتمع من توحش الفكر الإقصائي والإرهابي، واستثمار الكلمة الطيبة لتعزيز المواطنة وإشاعة فكر التسامح والمحبة.

***