الجزيرة - فهد الشويعر
ظهر أمس وفي الثانية عشرة والنصف عقد صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال رئيس مجلس إدارة روتانا مؤتمراً صحافياً للإعلان عن توقيع عقد شراكة مع الشركة الإعلامية العالمية نيوز كورب ودخولها كشريك إستراتيجي مع شركة روتانا بنسبة 9.09% لمدة 18 شهراً وبعدها يحق لنيوز كورب أن تضاعف حصتها لتصبح 18.18% وبهذا تكون الإستراتيجية بين الشركتين في التبادل التلفزيوني واكتساب الخبرات والتطور التكنولوجي.
وفي المؤتمر الذي حضرته مجموعة كبيرة من وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية بين الملياردير السعودي العالمي الأمير الوليد أن التفاوض مع نيوز كورب استمر لسنتين، وهذا يؤكد للعالم أن روتانا شركة ناجحة بكل المقاييس ولو كانت عكس ذلك لما جرى التوقيع وقبلها الزيارات المطولة بين المديرين في الشركتين.
وفي ثنايا المؤتمر قال الأمير الوليد: إن شركة روتانا بجميع قطاعاتها تنمّي نفسها بنفسها ولا تحتاج إلى تمويل مني شخصياً أو باقتراض تمويل من أي جهة أخرى. وبهذا أعلن أن عام 2009م كان آخر سنة يتم تمويل روتانا فيها مني، وبعدها ستصبح روتانا بجميع قطاعاتها في وعاء واحد تنمّي نفسها بنفسها من خلال الدخل الذي تحصل عليه من استثماراتها على حسب كل قطاع ونحن نملك الإمكانات الكافية سواء من ناحية القيادات المتمرسة أو الكوادر المهنية والإمكانات التقنية.
وحول ما تردد مؤخراً عن عدم قدرة روتانا الصوتيات على الوقوف على قدميها بسبب العجز المالي والخسائر التي تراكمت عليها بسبب متطلبات الفنانين المتزايدة مع عدم وجود جدوى مادية في ظل وجود القرصنة التي انهكت كاهل الشركة قال الوليد: إن ما تردد عارٍ من الصحة ونحن ولله الحمد نملك معظم فناني الوطن العربي من الفئة (أ) ونحن شركة ربحية والفنانون أيضاً يبحثون عن الكسب المادي، ولكن بعد مواجهتنا لهذه القرصنه قررنا إعادة عقودنا مع الفنانين بحيث نتجاوز هذه المشكلة، لكن بعض الفنانين لم يتفهموا الوضع وخرجوا، وتفهم الكبار واستمروا وعلموا أن التخفيض في قيمة العقد يوازيه اهتمام الشركة في حفلات ومؤتمرات الفنان وبهذا يعوض الفنان ما خسره من قيمة العقد في دخل آخر وهو الحفلات والمهرجانات الغنائية، أما الفنانون المغادرون فقال الوليد: إنهم سوف يعودون، وعن النهضة السينمائية في السعودية وفتح دور سينما قال سمو الوليد: نحن مستمرون في دعم السينما السعودية بإنتاج أفلام وتطويرها والترويج لها في جميع دور العرض العربية والعالمية وبخصوص إنشاء دور عرض في السعودية فنحن على أتم الاستعداد لهذا المشروع لكننا ملتزمون بتوجيهات وقوانين الحكومة بهذا الخصوص.
وعن الرخصة الإذاعية في السعودية قال الوليد: لنا باع كبير في مجال الإذاعة ونملك الكثير من الإذاعات في الوطن العربي سواء في لبنان أو سوريا أو الأردن أما بخصوص الرخصة السعودية فتم طرح خمس رخص للمسابقة من وزارة الثقافة والإعلام وذهب منها اثنتان وبقي ثلاث ونحن في كل مرة نقدم عرضنا المناسب لتوجهاتنا ودراسة الجدوى من وراء إنشاء مثل هذه الإذاعة، ولن نقدم في عرضنا مبلغاً خيالياً بغرض اقتناص رخصة بمسمى (رخصة) ولا نقدم على مشروع إلا بعد أن ندرس الجدوى الربحية منه وخلاف هذا لا يعنينا.
وحول توجه روتانا إلى إنشاء أو تخصيص قناة إخبارية قال: إننا في الوقت الحالي ليس لدينا توجه في هذا الخصوص ولكن لو لمسنا مردوداً مادياً في هذا المجال سنكون حتماً السّباقون فيه.
وعن ترجمة قناة الأخبار في فوكس نيوز قال: إن قناة فوكس الإخبارية تعني بالشأن الأمريكي فقط ولهذا لن نقوم بترجمتهاوحول إقفال مكاتب قناة LBC بشأن قضية برنامجها (أحمر بالخط العريض) قال الوليد: إن الأمر حسمه خادم الحرمين الشريفين وانهى الخلاف، ولكل جواد كبوة والجميع يتعلم من أخطائه وكما تلاحظون فإن السيد بيار الضاهر جالس بيننا والإعلانات السعودية تبث في القناة وكل الأمور ستنتهي تماماً.
وحول التحالفات العربية بين المؤسسات الإعلامية العربية ومجموعته قال الوليد: اذكروا لي مؤسسة إعلامية عربية كبيرة تستحق أن نتحالف معها لنتقدم خطوة إلى الأمام في مجال الإعلام فلا يوجد سوى روتانا وباقي المؤسسات صغيرة إذا ما قارناها بروتانا ونحن نتلقى عروضاً كثيرة، ولكن بعد دراستها لا نجد منها جدوى ولو كان في الوطن العربي مؤسسة إعلامية كبيرة لتفاوضت شركة نيوز كورب معها لكننا لدينا شراكات إستراتيجية كبيرة مع شركات عالمية نفخر بها مثل ديزني وفوكس وغيرهما، وأقول لكم: نحن الآن بصدد التفاوض مع شركات سينمائية عالمية عملاقة لن اذكر اسمها الآن حتى يتم كل شيء بيننا وبعدها سنكون خطونا خطوات متسارعة في مجال الأفلام لأن قنواتنا تحتاج لبث الأفلام القديمة والجديدة وبهذا لا بد أن نوفر لمشاهدينا كل ما يحتاجونه ويتطلعون له في هذا المجال ونحن نملك مجموعة كبيرة من القنوات تصل إلى 11 قناة وقد تكون في المستقبل أكبر من هذا الرقم في حال تطلب الأمر وقنواتنا متنوعة في جميع المجالات منها الغنائي وما يعنى بالأفلام والمسلسلات وقناة دينية.
وحول طرح أسهم الشركة في السوق قال: هذا الأمر مدرج لدينا ونحن نتشاور مع المختصين في هذا المجال نعرف السوق الملائمة لنطرح أسهم شركتنا فيها، وهذا دليل آخر أيضاً يؤكد أن الشركة تدر أرباحاً لأن الشركات الخاسرة لا يسمح لها بطرح أسهمها ما لم تكن مربحة.
وفي بيان صحافي وزع على وسائل الإعلام أمس في المؤتمر أعلنت شركة روتانا التي يترأس مجلس إدارتها صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود عن شراء شركة نيوز كورب Newscorp حصة تبلغ 9.09% من شركة روتانا، المجموعة الإعلامية الأولى في الشرق الأوسط، حيث تتضمن بنود الاتفاقية قيام نيوز كورب بشراء أسهم حديثة الإصدار لروتانا بقيمة 70 مليون دولار، مع احتفاظ نيوز كورب بالحق في زيادة نسبتها إلى 18.18% خلال فترة الـ18 شهراً التالية بعد اكتمال الصفقة.
شركة المملكة القابضة التي يترأس مجلس إدارتها الأمير الوليد بن طلال تملك حصة قدرها تقريباً 7% من الأسهم العادية فئة ب في شركة نيوز كورب Newscorp.
وهذه الصفقة تعزز من وجود نيوز كورب News Corp في المنطقة العربية التي تمتاز بسرعة النمو على المستوى الاقتصادي والسكاني وذلك بالشراكة مع إحدى أكثر الشركات الإعلامية قوة في المنطقة.
ويوجد لدى روتانا التي يملكها الأمير الوليد بن طلال أكبر مكتبة أفلام عربية كما أنها الشركة الأولى في إنتاج الموسيقى العربية وتضم تحت مظلتها أكبر الأسماء المعروفة من الفنانين من كافة بلدان الشرق الأوسط، وتمتلك أكبر مكتبة من منوعات الأغاني العربية. بالإضافة إلى ما تملكه الشركة من شبكة قنوات تلفزيونية متميزة بالإضافة إلى إحدى أكبر شركات بيع الإعلانات في المنطقة. كما لديها شبكة قنوات راديو حالياً تشهد عملية توسع وأيضاً مجلة اجتماعية منتشرة عبر جميع الدول العربية وروتانا كافيه في عدة مدن وأنواع متعددة من الخدمات التقنية المتخصصة.
وعلق الأمير الوليد في البيان: (نحن سعداء بهذا التحالف مع نيوز كورب Newscorp كإحدى أكبر الشركات الإعلامية العالمية، وتحظى بسجل حافل على الصعيد العالمي. هذا الاستثمار سيعزز بدوره هذا التحالف، وسوف تدعم موقع روتانا القوي في المنطقة وتوسيع وصولها إلى العرب في كافة أنحاء العالم.
وعلق السيد جيمس موردوخ الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة لشركة نيوز كورب News Corp (أوروبا وآسيا): (استثمارنا في شركة روتانا سوف يوسع من وجودنا في المنطقة مع وجود نسبة كبيرة من السكان بعمر الشباب مع وجود ناتج محلي إجمالي يتوقع في السنوات القادمة نموه بسرعة تفوق اقتصاديات نامية أكثر منها في مناطق أخرى في العالم.
شركة روتانا رائدة في الشرق الأوسط ونتطلع للعمل معهم.
ومن الجدير بالذكر أن هناك علاقة مميزة تربط الأمير الوليد بالسيد روبيرت موردوخ ففي عام 2005م أعلن الأمير الوليد عن دعمه للسيد روبيرت موردوخ عندما قام سموه باستبدال الأسهم التي ليس لها حق التصويت وكانت تملكها شركة المملكة القابضة في شركة نيوز كورب News Corp إلى أسهم لها حق التصويت ليصبح إجمالي الأسهم التي تملكها الشركة 7% من الأسهم العادية فئة ب (لها حق التصويت) وبذلك تكون شركة المملكة القابضة التي يملك فيها الأمير الوليد 95% ثاني أكبر مساهم في نيوز كورب من خلال شركة المملكة. وفي عام 2008م، زار نجل السيد روبيرت موردوخ السيد جيمس موردوخ مدينة الرياض للقاء الأمير الوليد. وخلال زيارته قام السيد جيمس بزيارة مكاتب روتانا للصوتيات والمرئيات وبعض استثمارات شركة المملكة القابضة المحلية ومقر الشركة السعودية للأبحاث والنشر (المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق) التي تملك منها شركة المملكة القابضة 29.9%، وتلا تلك الزيارة في عام 2008م الاتفاق بين مجموعة روتانا الإعلامية وشركة فوكس للقنوات الدولية (FIC) ذراع القنوات التلفزيونية الدولية لNews Corporation عن تقديم قناة أفلام فوكس FOX Movies للمشاهد العربي.
وتعزيزاً لهذا التحالف زار الأمير الوليد في مطلع العام الحالي المقر الرئيسي لشركة نيوز كورب News Corp في نيويورك للقاء السيد روبيرت موردوخ، وتناقش الطرفان عن موضوعات اقتصادية واستثمارية متنوعة تركزت على القطاع الإعلامي.