Al Jazirah NewsPaper Wednesday  17/02/2010 G Issue 13656
الاربعاء 03 ربيع الأول 1431   العدد  13656
 
البوارح
ترتيب الجامعات بين المحلية والعالمية
د. دلال بنت مخلد الحربي

 

من القضايا الطارئة علينا ما أخذنا نسمع به من فترة قصيرة عن تصنيف الجامعات وترتيبها ثم موقع الجامعات العربية والسعودية ضمن هذا الترتيب، وما أدى إليه ذلك من تسابق بين الجامعات السعودية للحصول على مراكز متقدمة، ومن ثم ما حصلت عليه جامعة الملك سعود من مركز متقدم جعلها بين أفضل مائتي جامعة في العالم.

والسؤال الذي نطرحه هو:

هل معايير التصنيف تعتمد على التحقق المباشر من جملة أمور على رأسها المناهج، وهيئة التدريس، والمكتبة، والقاعات؟

أم هي على المعلومات التي تتاح على المواقع الإلكترونية، ومدى جودة هذه المواقع، وتطورها، وما هي عليه من دقة وحسن تنظيم؟

ثم هل أدى التنافس من أجل الحصول على مواقع متقدمة في التصنيف إلى تطوير في أداء الجامعات السعودية، أم أن الأمر مجرد تسابق إعلامي دون أن يكون تركيز على الأساسيات المطلوبة في التعليم الجامعي وأهمها توفير المعرفة المناسبة، وغرس الثقافة، والرقي بالسلوك والأخلاق، ثم تخريج أشخاص مؤهلين للعمل من أجل تقدم المجتمع المحلي والإنساني.

ومع الاعتراف بأني قليلة المعرفة بأمور هذه التصانيف الدولية، إلا أنني أعرف أن هناك بين دول العالم من تضع تصنيفاً لجامعاتها المحلية مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وأستراليا، ويكون ذلك من خلال هيئة معتمدة أكاديمياً تقوم بالمتابعة المباشرة، وتقييم الأقسام، وتعترف بالمُجيد وتسحب الاعتراف من المقصر، كما أنها هي التي تضع ترتيب الجامعات معتمدة على معايير علمية دقيقة، ويصبح مشهوراً بين الناس أن الجامعة الفلانية هي الأولى، والثانية هي كذا.. وإلى آخره.

ومن هنا فإن من المطلوب أن تقوم جهة في المملكة تسند إليها هذه المهمة، وأن تكون معاييرها واضحة ومعلنة، وبالتالي تصدر لنا كل سنة أو مجموعة سنوات قائمة بترتيب الجامعات والكليات في المملكة، ومثل هذا الأمر سوف يكون له التأثير الأكبر على تنافس الجامعات، وعلى سعيها للحصول على مركز متقدم، وهو الأفضل من مسألة الترتيب العالمي الذي يصعب تصور معاييره ومدى دقتها وصدقها.

متى نرى مثل هذه القائمة لنعرف وضع جامعاتنا وفق معايير واقعية تستمد من متطلبات المجتمع المحلي؟




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد