اهتمام الدولة ورعايتها لمواطنيها لا يظهر فقط في إنجاز الخطط التنموية الكبرى، ولا في تنفيذ المشاريع والاستراتيجيات البعيدة المدى، بل أيضاً في اهتمام الدولة بالمواضيع والتفاصيل الدقيقة، وإن انحصر تأثيرها على شريحة أو شريحتين من شرائح المجتمع. فالتلمس والبحث عن حلول ناجعة للأشياء التي قد يعتبرها الآخرون صغيرة، تظهر أن الدولة وقادتها لا يتركون المعوقات التي يواجهها المجتمع دون حل مهما بدت للآخرين صغيرة ولا تحتاج أي بحث من أعلى الجهات التنفيذية في البلاد، على الرغم من أن علماء الاجتماع السياسي يرون في اهتمام والتفات الدولة وقياداتها إلى المواضيع والقضايا التي تصنف بأنها صغيرة دليلاً على تميز تلك الدول وقياداتها، وأنها تبحث دائماً عما يسعد شعبها ويحقق الاكتفاء لشرائح مجتمعها.
والقرار الذي اتخذه مجلس الوزراء في جلسة يوم الاثنين الماضي بشمول أبناء المعلمات المتوفيات بالإعانة الشهرية المالية التي تصرف لأبناء المعلمين المتوفين، على أن يقتصر ذلك على المعلمة التي لا يعمل زوجها بوظيفة معلم،
قرار إنساني يعالج وضع شريحة مهمة من شرائح المجتمع وهم يتامى أبناء المعلمات الذين فقدوا الصدر الحنون والأم التي كانت تقدم لهم الدعم العاطفي والمادي. وبعض هؤلاء بفقدان أمهاتهم فقدوا دخلاً مهماً كان يساعدهم على مواجهة أعباء الحياة، وهو وضع كان يعاني منه الكثير من الأطفال اليتامى أبناء المرحومات المعلمات. واهتمام الدولة - رعاها الله - وقيادتها التي تتلمس احتياجات مواطنيها بهذه الجزئية دليل على اقتراب القيادة من شعبها، مما يجعلها تتلمس حاجات شرائح المجتمع وتحقق الحلول الناجعة لهم.
***