Al Jazirah NewsPaper Wednesday  17/02/2010 G Issue 13656
الاربعاء 03 ربيع الأول 1431   العدد  13656
 
مطر الكلمات
ماذا يحدث في الرياض؟ (2-2)
سمر المقرن

 

عودة للرياض وما يحدث فيها، المتوقع أنك عندما تكون في تقاطع أن تنظر في ثلاثة اتجاهات، حتى تنجو من حادث أليم، الحقيقة عكس هذه تماماً فأنت في حاجة إلى أن تنظر إلى ستة اتجاهات حتى لو كان هذا التقاطع ممهوراً بإشارة ضوئية بكامل أطياف الألوان «أحمر- أخضر - أصفر- وحتى أزرق لو لزم الأمر!!» ستة اتجاهات؟

نعم، أقولها ولست أمزح أو أنني أحاول أن أستغل عامل الإثارة أو أنني أستدرج القارئ أو أحاول أن استغفله، إنك بحاجة إلى أن تنظر يسارك، فعلى الرغم من أن له أولوية المرور إلا أن بعضهم يسير بجنون وبسرعة تفوق ما يتصوره العقل، وكأن النظام سمح له بالمرور يعني أنه سمح له أن يستغل أقصى سرعة تستطيعها المركبة لكي يمر فيها بجوارك دون أن يضع لعامل الخطأ والنسيان والتهور والأطفال والنساء أي حسبان، لا أدري لماذا كثير من سائقي السيارات لدينا يعتقدون أن الشوارع ملك لهم وحدهم، أو أنهم وحدهم من يسير في هذه الشوارع! وإذا نجوت من القادم من اليسار فأنت بحاجة إلى أن تتأكد بأن القادم من اليمين ملتزم بالنظام، فليس ما يثبت أنه كذلك حتى تراه واقفاً وتنظر في عينيه لتتأكد أنه يراك رأي العين كالصقر أو هو أشد بصراً وبصيرة، وإن سارت الأمور على ما يرام، فأنت تحتاج إلى أن تتأكد مِن مَن هو أمامك فليس غريباً أن ترى حادثاً وجهاً لوجه وكأن السائقين لا عيون لهم، وعليك أيضاً أن تتأكد أن أحدهم لا يريد أن يدفعك من خلفك ليستعجل مرورك، أما عن الجهتين الأخريين، فلست كاذبة فيهما، فإني أخاف أن تسقط علي سيارة من جسر فوقي، من جرّاء سرعة جنونية، أو لسبب وجود شباب مستهتر يمر من على الجسر وجدوا لهم سيارة تحمل فريسة لهم فيقومون بمطاردتها كما يحدث في أفلام (الأكشن) ولا يهمهم لو وقعت السيارة أو ماتت الفتيات، فذلك ليس بالأمر المهم لدى بعض الشباب الذين لم يحصلوا على قدرٍ كافٍ من التربية، ولا أخفيكم، كلما مررت من جسر تخيلت أن خطأ ما يمكن أن يقع وأن أكون ضحيته والصحف خير شاهد وتقارير المرور كذلك، أما من تحتك، فالذي جعل من الطائرة تطير، سيجعل من السيارة تطير من نفق تحت الأرض لتصل لسيارات أخرى في شارع آخر، فالسرعة تضعنا أمام ما لا نتصور ولا نتخيّل في حلم أو فيلم سينمائي!

هذا ليس سراً، إن شوارع الطوارئ في الدائري مخصصة لسيارات الإسعاف وسيارات الشرطة، ولكن سيارات المواطنين والمقيمين تزاحمهم دون رحمة، فلو مات أحدهم أو حدث عملية تتطلب تدخل الأمن لاحتاج الأمن إلى ساعات للوصول لنقطة مهمة للغاية لكن الزحام حال بينها وبينهم.

والطرق السريعة قصة أخرى، سأتحدث عنها من زاوية غريبة للغاية، عليك أن تذهب للشبكة العنكبوتية، واذهب لموقع اليوتيوب، قم بعمل بحث عن سرعة الشباب المراهقين في هذا الموقع اذهب وانظر للسرعة التي سجلوها وتفاخرهم برفع مثل هذه المقاطع على هذا الموقع، وصلت سرعة أحدهم 240 في الساعة!! وآخر لا تستطيع قراءة المؤشر لأنه تجاوز حدّ الترقيم الموجود في لوحة السيارة الأمامية، السؤال الكبير مَن يضع حداً لهذا الجنون ومتى؟!

www.salmogren.com



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد