Al Jazirah NewsPaper Wednesday  17/02/2010 G Issue 13656
الاربعاء 03 ربيع الأول 1431   العدد  13656
 
ايقاعات
بيشة.. يا معالي وزير المياه!
تركي العسيري

 

لا أظن أن هناك محافظة في بلادنا تعاني من شح المياه، وخطورة نفاده في أي لحظة ك(محافظة بيشة)، التي كانت منذ القدم منطقة النخل والخضرة والأرض الخصبة حتى قيل: (لو مع بيشة بيشة ما ضاقت العيشة)، غير ان بقاء الحال من المحال! فقد تسبب انقطاع المطر لسنوات، ونفاد المخزون المائي الذي تختزنه الآبار، والسد العملاق، كلها أمور أدت إلى حالة من الرعب لدى المواطن البيشي الذي يتوقع نفاد الكمية من الآبار المحدودة التي تساهم في عيشه في أي لحظة.

بيشة - للتذكير - ليست مدينة صغيرة، بل هي من أكبر محافظات (منطقة عسير) مساحة وسكانا، ويقطنها أكثر من (300) ألف نسمة، واستقطبت في العقود الأخيرة أعدادا هائلة من المواطنين الذين استقروا فيها قادمين من القرى والأرياف والمدن القريبة. لن أتكلم عن أهميتها الزراعية المشهودة وعن اقتران (النخل) باسمها (بيشة النخل) فذاك حديث عاطفي ليس هذا وقته أو مكانه.

ولقد استبشر الأهالي خيراً بزيارة معالي وزير المياه المهندس عبدالله الحصين قبل أربعة أشهر للوقوف على حجم المشكلة، ومعاناة المواطن فيها، وخطورة ما يمكن أن يحدث وبشكل مفاجئ - في أي لحظة - من نفاد الكميات المحدودة التي تجود بها تلك الآبار القليلة، وهو ما قد يؤدي - لا سمح الله - إلى كارثة حقيقية، خاصة وأن الحلول التي اقترحها معالي الوزير لمعالجة المشكلة حلول تحتاج إلى زمن طويل، وبعضها غير عملي بالمطلق.

وزير المياه، وضع حلولاً منها:

إيصال الماء إلى المحافظة من متكون (الوجيد) في الربع الخالي، وهو حل يحتاج إلى سنين، خاصة وأن الوزارة - حسب علمي - لم تبدأ المشروع حتى الآن، ولم يرس على مقاول، والحل الثاني: إيصال المياه من (العلاية) وهو حل قائم على افتراض أن المياه المحلاة قد وصلت (العلاية) وهو ما لم يحدث، ويحتاج إلى زمن. الحل الثالث الذي أبداه معاليه: إيصال المياه من محطة التحلية بأبها عبر مئات الصهاريج وبشكل يومي، إلا أنه غير عملي، فالطريق من (بيشة إلى أبها) طريق حيوي مزدحم ويمر بالكثير من القرى والمدن، وباندفاع مئات الصهاريج يومياً ذهاباً وإياباً فيه ارباك للحركة وكثرة الحوادث، ناهيك عن استهلاك الطريق نفسه بحيث لن يعود صالحاً للسير في وقت قصير.

ما الحل إذن؟

الحل الأمثل والأسرع والعملي في رأيي هو: مد أنبوب للمياه المحلاة من (وادي ابن هشبل) إلى أشياب المياه في بيشة، وهو حل سهل بالإمكان تنفيذه في وقت وجيز، لسهولة الطريق وقصره (150) كم تقريباً.

وبغير ذلك تبدو الحلول المطروحة لمعالجة المشكلة حلولا (افتراضية) تحتاج إلى سنوات، وإلى ميزانيات، وإلى مقاولين أكفاء.

يا معالي الوزير، صدقني أرجوك.

خشيتنا نحن مواطني هذه المحافظة (المسكينة)، أن نستيقظ ذات صباح رمادي، فنجد الآبار القليلة قد نضب ماؤها، وتوقفت حركة صهاريج الماء التي تحمله إلى منازلنا ووقتها.. (على من تدق مزاميرك يا داوود)؟

.. رحماك يا رب!!



alassery@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد