إعلان الحوثيين عن انسحابهم من الأراضي السعودية لم يكن إلا تحصيل حاصل وكلام بلا قيمة فعلية على الأرض بحيث لا نستطيع أن نعتبر أن الحوثي قد قدم لنا شيئا أو تنازل لنا عن شيء ما, لأن المعركة قد حسمت بالفعل على الأرض على أيدي جنودنا البواسل وبطل المعركة الأمير خالد بن سلطان الذي شعرت بالفخر وأنا أسمعه يشترط ثلاثة شروط لوقف الحرب مع الحوثيين, الانسحاب الكامل للقناصة الحوثيين، وإعادة العسكريين الستة الذين أسروا، وانتشار قوات الحكومة اليمنية على الحدود. القائد الحقيقي لا يترك جنوده في الأسر وهذا ما فعله الأمير خالد ولا بد من عودة الأسرى السعوديين إلى أهلهم وذويهم فهذه الدار دار العز لا يمكن أن يداس لها على طرف ولا يمكن أن تقبل الاعتداء من أي أحد وما هذا إلا لأنها عرين لأسود الشرى وبيت الرجال الذين لا يصبرون على الضيم, وعودة أسرانا الستة تمثل وفاء هذه البلاد وولاة أمرها لشعبهم وأبناء وطنهم, وهذا هو الظن بهذا الوطن وبأهله. استمعت لإعلان عبد الملك الحوثي عن حسن نواياه المزعومة وعن انسحابه والكل يعلم أنه لم يستولِ على شيء حتى ينسحب منه وإنما هي مناطق يغيرون عليها في الليل كالخفافيش، فيطردهم الجيش السعودي عنها في الصباح فيهربون ثم يعودون للإغارة على منطقة أخرى وهكذا وبالتالي هم لم يقدموا أي شيء يذكر ولم يتنازلوا عن أرض ملكوها لأنهم لم يملكوا من أرضنا شبراً, وإنما يريدون أن يفاوضونا على ترك الشغب والتسلل الذي يمارسونه, الأمر اللافت للنظر في خطابات عبد الملك الحوثي هو استماتته في أن تفاوضه السعودية وبإصرار عجيب, لكن السعودية لم تعطه هذه الفرصة لأن التفاوض معه معناه الاعتراف به وبجماعته وهذا غير مقبول في الأعراف الدولية فالتفاوض يكون بين الحكومات وليس مع جماعة منشقة تستميت في أن تعترف بها السعودية ليكون هذا الاعتراف بداية لتأسيس دولة جديدة في اليمن, ونحن في المملكة وفي جميع دول الخليج ضد فكرة تقسيم اليمن السعيد إلى دويلات فتقسيم المقسم وتفتيت المفتت هي من أهداف أعداء الأمة الذين يريدون المنطقة أن تتحول لدويلات صغيرة ضعيفة عسكريا واقتصاديا، دويلات صغيرة تقوم على الطائفية والعرقية بدلاً من الوطن الواحد الذي يشمل السني والشيعي تحت مظلة الوطن, هناك سعي حثيث لتقسيم اليمن لثلاث دويلات صغيرة وهذا لن يكون في صالح الوطن ولا صالح السعودية ودول الخليج ولذلك لا بد من الوقوف في وجه هذا التقسيم والمخططين له, والواجب على الحوثيين وغير الحوثيين ألا يغتروا بتحريض الإيرانيين لهم وإمدادهم بالسلاح الذي يقتلون به أبناء بلدهم ومن يحملون نفس جوازات السفر لأن سياسة إيران التخريبية في المنطقة لا تهتم بالإنسان اليمني ولا تهمها مصلحته, والإنسان الوطني الحقيقي يستطيع أن يطالب بحقوقه بطريقة مدنية متحضرة وليس بطريقة التمرد والثورة على الوطن والجيران على الطريقة الحوثية.
بقي لي أن أدعو الله -عز وجل- أن يرحم شهداءنا الذين فدوا تراب هذا الوطن بأرواحهم الطاهرة، وأن يجبر أهاليهم ويصبرهم على فقد أحبتهم.
www.salmogren.com