إحداث التغيير الإيجابي في المجتمعات والذي ينبري ويتصدى له قادة الدول وبالتحديد الزعماء النادرون الذين يجود التاريخ بأحدهم لقيادة عملية الإصلاح والتطور لا يتم ولا يمكن أن يتحقق إذا ظل يراوح في إطار (المراسيم) ولا حتى في وضع الخطط والإستراتيجيات، إذ يظل هذا ورغم أهميته جزءاً من عملية الحراك الذي يجب أن يظل يتفاعل ويستمر من خلال إشعال فتيل الذاكرة كلما خبت والحث على العمل كلما شعر القائد بظهور تراخ حتى وإن كان بسيطاً..!!
والذي يتابع ويدرس ما يقوم به الملك عبدالله بن عبدالعزيز من عملية تغيير وتطوير وتحديث لنقل المملكة إلى صفوف الدول المتقدمة يلاحظ أنه - حفظه الله - لا يكتفي برفد الإدارة السعودية بأنظمة وخطط وإستراتيجيات لتطوير وتحديث مسارات العمل في كل ما من شأنه رفع مستوى التكوين الفكري والتنموي والعلمي والتعليمي، فجاءت خطط تطوير التعليم بشقيه العام والعالي وتطوير القضاء وتحسين الخدمات الصحية والاجتماعية ونفض الغبار عن العديد من الأنظمة التي تجاوزها الزمن، إضافة إلى تطوير أداء الإنسان السعودي بتكثيف التدريب وفتح آفاق واسعة للتعلم من خلال زيادة مساحة وخارطة الابتعاث لصنع تنوع حضاري وثقافي وعلمي يرفد الجذر الحضاري والإنساني للمواطن السعودي.
في خضم كل هذا ومع ما نشهده من دوران سريع لعمليات التحديث والتطوير في كل نواحي الحياة الفكرية والعلمية والمادية في المملكة، نجد أن القائد الذي أشعل هذا الحراك الفكري والتنموي يراقب ويتابع ويذكر من تأخذهم دوامة التنفيذ، ويغرقون في موجات الانبهار فيستسلمون للارتخاء ولهذا جاء تأكيده - حفظه الله - في اجتماع مجلس الوزراء بعد ظهر الاثنين (على ضرورة الحرص على تنفيذ المشاريع التي تنفذها القطاعات الحكومية على الوجه الأكمل وفي الوقت المحدد وفق ما اعتمد لها من موازنات لتحقيق المأمول منها في تحسين مستوى الخدمات ورفع كفاءتها).
إشعال للذاكرة وتأكيد لنهج ملكي يؤديه عبدالله بن عبدالعزيز فكلنا يتذكر مطالبته مجلس الوزراء عند إقرار الميزانية في اليوم الأخير من السنة الميلادية المنصرمة ب(جد وإخلاص وسرعة وعدم التهاون في كل شيء).
هذا ما يريده قائد مسيرة التحديث والتطوير والتغيير للأفضل، يتكلم باسم كل السعوديين متابعاً ومراقباً من أوكلت إليه الأمانة.
***