Al Jazirah NewsPaper Wednesday  03/02/2010 G Issue 13642
الاربعاء 19 صفر 1431   العدد  13642
 
بلا تردد
شخصية العبد اللطيف النجدية
هدى بنت فهد المعجل

 

الشخصية النجدية.. لماذا تطاولها الاتهامات من كل جانب؟

- الشخصية النجدية قاسية، ورهابية عموماً في علاقاتها مع الآخر، فهي وليدة طبيعة مفرطة في القساوة، وتاريخ طويل من الخوف والرُّعب والتوجُّس، وعدم الاستقرار، وكانت إلى عهد قريب منفتحة فقط إلى أعلى أي إلى السماء، فلا بحر، ولا شجر، ولا ثمر بل صحارى غير منقطعة من القحط والرمال.

وأنا أقرأ الرأي أعلاه للدكتور: محمد العبد اللطيف، الكاتب والأكاديمي، في لقاء معه في صحيفة الحياة - الثلاثاء 26 يناير 2010م، توقّعت أن يستفز أو يثير أو يتحسّس مشاعر، وعواطف النجديين، أو ذهنهم فيدفعهم، أو يجرّهم، ويستدرج أقلامهم إلى (يم) التعليقات، وأمواج المداخلات الهادرة لكن شيئاً من ذلك لم يحدث (حسب علمي).. كما لو أنهم، أو أننا نوافقه على ما ذهب إليه.

وأنها فعلاً كذلك، أقصد الشخصية النجدية!!

حاولت ما استطعت البحث في (النت) طمعاً في موقف (مع) أو (ضد) موقفه فعدت أدراجي خائبة!! ثم تقهقرت صوت الشخصية النجدية وكونها:

1- قاسية. 2- رهابية في علاقاتها مع الآخر. 3- وليدة طبيعة مفرطة في القساوة. 4- تاريخ طويل من الخوف والرُّعب والتوجُّس. 5- عدم الاستقرار. 6- إلى وقت قريب كانت منفتحة (فقط) إلى الأعلى - إلى السماء، فلا بحر ولا شجر ولا ثمر، بل صحارى من القحط والرمال.

موقف من الشخصية النجدية معبأ بالوجع، بالأسى، بالحسرة، وأستبعد أن يكون الموقف معبأ بالحقد أو الحسد، وقد جاء من شخصية نجدية، نجدية.

القسوة المكتسبة والموروثة عن بيئة صحراوية؛ كادت المدنية أن تفشل في تلطيف أو ترقيق تلك القسوة بأن تنتزعها شوكة من قدم حافية، ومن جينات من لم يعش في تلك البيئة النجدية الصحراوية الرملية، ولا نصيب له منها سوى الانتساب إلى مسقط هامات الأجداد.. قسوة ولدت لديه رهاباً في علاقة يقيمها مع الآخر (غير النجدي قطعاً). والنماذج التي نعاصرها بين لحظة ولحظة تدلِّل على انفتاحه على قحط يعاني منه!! والانفتاح يفترض أن يستوعب كافة جهاته، وأركانه، وزواياه، وبالتالي انفتاحه على جهات المملكة الأربع شرقها، وغربها، وشمالها، وجنوبها، لا على وسطها فقط.

كنت بصدد دفع قيمة مشترياتي من السوبر ماركت حينما خدش سمعي صوت (نجدي) ينادي (الكاشير) ب يا جيزاني!! التفتّ فإذا به (ملتحٍ).. أنهيت حسابي.. ثم خرجت وكان قد سبقني في الخروج وهو يتحدث في هاتفه المحمول مع شخص ما بصوت مزّق أستار الهدوء ثم خدش تلك الأستار، وسمعي وهو يشتمه ب (كل تبن يا ......)، وأترّفع عن كلمة قالها.!!

بذاءة لسان وتقليل شأن..

وما الرهاب في علاقته مع الآخر سوى وجه من أوجه الانغلاق على الذات النجدية، كمن رسم له أربعة حدود وجدر لا يسمح بدخول مملكته تلك سوى من يحمل الهوية النجدية وربما فصيلة خاصة من الفصيلة النجدية!!..

بالنسبة ل(الخوف) و(الرُّعب) و(التوجُّس) و(عدم الاستقرار)، فلا أتفق فيها مع الدكتور العبد اللطيف إلاّ في حدود ضيقة جداً.. أيضاً يظلم الشخصية النجدية إن عمم تلك الصفات عليها؛ حيث إنّ صفة التعميم تخالف منهجية الرأي، بمعنى قد أخاف من أمر لا من عدة أمور كذلك أتوجَّس فلا أستقر.

العبد اللطيف لم يصب الهدف تماماً ويلقي الكرة في الشباك بل في منطقة قريبة منها، وبالتالي لم يخطئ تماماً أيضاً والعصبية القبلية تفتّت عظام البناء، وتمرض جذور العلاقات، فما بالك بالعصبية النجدية مقوضة أركان الشخصية النجدية إن استمر الرهاب أو امتد سقف القسوة.

P.O.Box: 10919 - Dammam 31443


happyleo2007@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد