التربية الروحية تعني تكوين طاقة خيرة في الإنسان تدفعه إلى المسارعة في عمل الخيرات وطلب العلم يدخل في صميم هذه التربية فالعلم مطلب لكل إنسان وهدف سام نبيل يسعى لتحقيقه كل فرد من أفراد المجتمع..
..لأن التسابق في طلب العلم يمثل الرقي الروحي ويضفي على حياة المتعلم البهجة والإشراق في الدنيا والأمل السعيد في الآخرة. العلم يجعل الإنسان يعيش حياة واسعة النطاق قال تعالى: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}. وديننا الحنيف حث على طلب العلم قال صلى الله عليه وسلم: (اطلب العلم من المهد إلى اللحد).
وفي الأمثال يقولون اطلب العلم ولو كان في الصين. وبلادنا ولله الحمد تشهد طفرة حقيقية في مجال العلم والتعليم.
فلدينا أكثر من عشرين جامعة موزعة على مناطق ومدن بلاد الخير والعطاء وهذه الجامعات تلبي حاجات المواطنين لأنها مدن جامعية متكاملة وتنهج في تخصصاتها الأكاديمية نهجاً عصرياً يتواكب مع التطور العلمي والتقني ويحقق هذا النهج رغبات قائد المسيرة ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين سلطان الوفاء وسمو النائب الثاني نايف المواقف، ورغم هذا الكم من الجامعات إلا أن خادم الحرمين الشريفين نصره الله صاحب القلب الكبير والمبادرات الكبرى والمساهمات الجليلة والذي يؤمن بأهمية العلم واكتسابه فقد استفاد من برنامجه للابتعاث الخارجي أكثر من خمسين ألف طالب وطالبة ذهبوا إلى أرقى الجامعات في أمريكا وأوروبا وآسيا لم يكتف رعاه الله بذلك فقد أصدر أمره الكريم بتمديد الابتعاث لمدة خمسة أعوام قادمة وليضاف هذا العمل إلى أعماله الخيرة ولأن آماله كبيرة بأن أبناءه المبتعثين سيعودون بحول الله إلى الوطن متسلحين بالعلم والإيمان ومعرفة كل العلوم التي تعود بالفائدة على الوطن وأهله، نعم نريد كل طالب وطالبة يتحلى بآداب الإسلام وأن يكون لديهم إيمان راسخ بالله جل شأنه والدفاع عن العقيدة وعدم التأثر بغير عقيدة التوحيد نريد من الجميع الابتعاد عن الآثام وعن الرذائل ولنعلم جميعاً أن العلم طاقة دافعة للالتزام بالواجبات وقوة هائلة للقيام بالمسؤوليات ليس عيباً أن يطلع كل واحد منكم على عادات وتقاليد الشعوب والتعايش مع الآخر واحترامه ولكن ليس على حساب الدين والقيم.
نريد منكم التمتع بالعزيمة التي من خلالها يؤدي كل واحد منكم واجباته الدينية والدنيوية وتأكدوا أن دينكم ووطنكم قويان بالله ثم بجهودكم وعدم انجرافكم خلف الأعداء لأن المؤمن الحقيقي يستطيع السير في ضوء الإسلام أينما كان وحيثما وجد وإنكم تتمتعون بنعمة والمؤمن الحقيقي كلما رأى نعمة ازداد ابتهاجاً وشكراً لله.
نريد منكم أن تكونوا خير سفراء لبلدكم والابتعاد عن الجرائم والاحتفاظ بالمبادئ الأخلاقية والتدريب عليها تدريباً كاملاً نريد من كل مبتعث أن يكون مفتاحاً للخير ومغلاقاً للشر وتأكدوا أن نجاح الإنسان في مهماته يتعلق بقوة إرادته وأن فشله يرجع إلى ضعف هذه الإرادة.
وطنكم وقائدكم وأهلكم وأمتكم ينتظرون منكم كل خير فلا تخيبوا الآمال.
***