Al Jazirah NewsPaper Wednesday  03/02/2010 G Issue 13642
الاربعاء 19 صفر 1431   العدد  13642
 
حديث المحبة
البكيرية.. وحل المعضلات الطبية
إبراهيم بن سعد الماجد

 

سعدت يوم الأحد الموافق 2-2-1431هـ بحضور افتتاح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم للدورة العلمية العالمية الأولى (التعليم الطبي المبني على حل المعضلات) الذي نظمته كليات سليمان الراجحي بالتعاون مع جامعة ماستريخيت الهولندية، وسررت كثيراً وأنا أستمع إلى طموحات القائمين على هذه الكليات بأن تكون صرحاً علمياً مميزاً، يساهم في تخريج كوكبة من العلماء المميزون في كافة التخصصات الطبية المختلفة، حيث تضم كلية للطب وكلية للعلوم الطبية التطبيقية، وكلية للتمريض، ويندرج تحت كل كلية من هذه الكليات الثلاث عدداً من التخصصات المهمة التي يحتاجها المجتمع بشكل ملح.

ومما أثار إعجابي وإعجاب الحاضرين سعي هذه الكليات إلى الاستفادة القصوى من تجارب السابقين والمتميزين في الجامعات العالمية، وتأتي هذه الدورة العلمية كنموذج حي لاهتمام هذه الكليات التي نتطلع أن تكون قريباً جامعة عملاقة يشار إليها كمنارة من منارات العلمي العالمية.

نقلا لدكتور خالد بن سليمان الراجحي ابن مؤسس هذا الصرح الطموح الكبير لدى والده في أن تكون هذه الكليات ذات تميز، من خلال تعاونها مع الصروح العلمية العالمية التي لها تميز وخبرة كبيرة في المجال الطبي، ولذا كانت فكرة المشاركة الأكاديمية لهذا الجامعة التي عرفت على مستوى العالم بتميزها في جانب التعليم الطبي المبني على حل المعضلات باعتباره الإستراتيجية التعليمية المهيمنة في التعليم الطبي.

وهذا الشريك الأكاديمي لكليات سليمان الراجحي (جامعة ماستريخيت) هي الجامعة الثانية على مستوى العالم بعد جامعة ماكماستر في كندا التي تعتمد على التعليم الطبي في حل المعضلات، هذا الأسلوب الذي يجعل من خريج هذه الجامعة أو الكلية متميزا ليس فقط يف الجانب العلمي وإنما في كافة الجوانب التي تقف أحيانا حجر عثرة في تحقيق النتائج المطلوبة، أو قل النتائج الأفضل.

إن مؤسساتنا التعليمية إذا لم تسع إلى الاستفادة من تجارب من سبقنا خاصة في الجوانب العلمية التي نحن كدولة تسعى إلى أن نكون من الدول ذات الريادة في مسرح التطور العلمي والتقني، فلن نحقق هذا الطموح إلا بعد عدة عقود من الزمن، على أحسن الأحوال، ولكن إن نظرت مؤسساتنا التعليمية إلى هذا المنارات العلمية العالمية وجثت على الركب واستفادة ما لديهم بكل تواضع واحترام للعلم وأهله، فسوف نكون خلال سنوات معدودة في مصاف الدول المتقدمة ذات الحضور المميز، والتأثير كبير في صناعة أجيال المستقبل.

وما أجمل أن يكون استثمار رجال الأعمال في العقول، التي تأتي هذه الفكرة الجميلة من رجل الأعمال الأجمل سليمان بن عبدالعزيز الراجحي كنموذج في غاية الروعة، هذه الكليات التي تقول رؤيتها (تحقيق التميز في التعليم والبحث العلمي والريادة في تنمية المجتمع) وتقول عن رسالتها (صناعة قادة النهضة المستقبليين من خلال تزويد طلابنا بالعلوم والمهارات العلمية والشخصية والقدرات المقترنة بالأخلاق المهنية العالية في بيئة تعليمية خلاقة يغذيها البحث العلمي وتزرع في نفوس الطلاب روح المبادرة والإنجاز والتعليم مدى الحياة، وإنتاج البحوث العلمية الملبية لحاجات المجتمع الحالية والمستقبلية، والمساهمة في تنمية المجتمع).

رؤية ورسالة لا نقول إنها صعبة المنال، ولكن نقول إنها عظيمة الأثر في المجتمع في قابل أيامه، وتحقيقها سهل ميسر إذا خلصت النيات وصدقت العزائم.

نماذج الناجحين بيننا كثيرة، ولكنها قد تكون غير معلومة لدى عامة الناس وقد وقفت على بعضها هي غاية في الإبداع الذي ما كان ليكون لولا توفيق الله سبحانه وتعالى ثم نظرة بعيدة وهدف نبيل هدفه الأساس تحقيق الريادة لهذا المجتمع وهذه الأمة.

السؤال الذي لازمني منذ أن تعرفت على البكيرية أرض وإنسان هل من نماذج أخرى نسعد بمعرفتها..؟ كما عرفنا هذه المدينة الصحية العالمية، التي بحق تستحق أن تكون صحية ليس بما يزين شوارعها وميادينها، لكن بما يعطر أجواءها من تعاون أثمر ويثمر نماء وعطاء للوطن والمواطن.



almajd858@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد