Al Jazirah NewsPaper Wednesday  27/01/2010 G Issue 13635
الاربعاء 12 صفر 1431   العدد  13635
 

طرايف الشعراء
فهد الفايز

 

شاعر عنيزة الشهير محمد العبد الله القاضي وهو من أبرز شعراء نجد، عندما أفصح عن بعض أمنياته قال:

لو أتمنى قلت أبي راس حموم

بالليل والا بالنهار ابي راسي

ولو اتمنى قلت أبي كبد عكوم

اللي تصرف كل لين وقاسي

وانظر إلى جمال تحرزه وتحفظه في قوله بالليل فقط، أما في نهاره فلا يرضى بعقله بديلاً، ولمن لا يعرف حموم وعكوم أقول إن الأول رجل كثير النوم حتى وإن لم يجد مكاناً ملائماً ووسادة لينة فباستطاعته النوم ولو كان متوسداً حجراً فهو خالي البال ولا يهتم بأي أمر. أما عكوم فهو رجل لم يكن يعف عن أي نوع من الطعام ولم يشتك يوما من تلبك معوي أو مرض باطني.

ومن المواقف الطريفة موقف طريف حدث بين الراوية غانم الفهد الغانم وبين والدي رحمهما الله جميعا، فقد كان غانم الفهد يزاول مهنة النقل بسيارته بين الرياض والحجاز قبل تعبيد الطرق وكان والدي متواجداً بمكة المكرمة ويريد التوجه إلى بلدة نفي قرب الدوادمي فسأل صديقا له فيما إذا كان يعرف أحدا من السائقين فاستجاب لطلبه وتوجها إلى حيث يقف عادة غانم الفهد فقال: له هذا أبو محمد اريدك أن تركبه معك إلى حيث يريد في طريقك إلى الرياض ولك ما تريد. فقال: على الرحب والسعة فركب الوالد في المقعد الأمامي وحده وبدأت الرحلة وهما صامتان لا يتحدث أحدهما مع الآخر إذ إن الوالد لا يعرف السائق وليقينه أن السائق بعيد كل البعد عن الرواية والشعر.

واستمرت الرحلة والرجلان صامتان لا يتحدثان، وبعدما قطعا مسافة طويلة وأقبلا على مناطق نجد وكثبانها وعند انعطاف السائق غانم الفهد بين الكثبان الرملية رأى فجأة أحد الطعوس الرملية ولمح على شماله مساحة من هذا الطعس قبيل غروب الشمس فضحك غانم الفهد ضحك المتعجب المسرور وعندها سأله والدي في الحال قائلاً: (هو بيت الطويل اللي أضحكك؟) قال: والله ما أضحكني إلا هو، عندها بدأت الأحاديث بينهما تترى وبدآ بالسوالف والقصيد عن الشعر والشعراء، ثم قال غانم يا أبا محمد طوال الرحلة وأنت صامت لم أعرف أنك شاعر وراوية إلا بسبب بيت الطويل؟،

وبعد وصولهما لمدينة الدوادمي طلب غانم من والدي أن يصحبه إلى الرياض ويعود معه إلى الدوادمي فاعتذر الوالد منه ثم نزل وودعه.

ولمن لا يعرف بيت الشاعر سليمان الطويل فهو:

والردف طعس نابي ما وطي به

غب المطر شمس العصير أشرقت به

ولك أن تتخيل وتعجب بقوة التشبيه التي لفتت نظرهما معا.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد