لا نبحث عن إشادات ولا عن تقييم من الآخرين؛ فالذي يُعمَل في المشاعر المقدسة هو لمرضاة لله، وليس لجلب الإعجاب وإشباع غرور النفس.
قيادة المملكة، التي شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وضيوف الرحمن، تعد هذه المهمة المقدسة تكليفاً ربانياً يجب تأديته بكل إخلاص واحتساب لله وحده، ولهذا، فإن الذي يُصرف ويُخصص للحاج أو أكثر مما يخصص للمواطن، وما يصرف على المشاريع في الحرمين الشريفين وفي مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة في منى وعرفة ومزدلفة، أكثر بكثير مما يخصص وما يصرف على باقي مناطق المملكة، وبعد أن اقترب اكتمال المشاريع التي أمر خادم الحرمين الشريفين بتنفيذها في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة بدأ ضيوف الرحمن يشعرون بقيمة ما تحقق، حتى أصبح الحاج يؤدي الفريضة وكأنه في سياحة دينية، يتفرغ لأداء واجباته الدينية بهدوء مفعما بالإيمان، متمتعاً بأقصى درجات الأمن والأمان، ليس فقط ملغياً من هاجس الأحداث الأمنية والجنائية والإرهابية، بل، وبحمد الله نازعاً عن مخيلته كل ما يهدد أمنه الشخصي الطبي والبيئي المناخي والاجتماعي، وقد لاحظ ضيوف الرحمن أنه بعد هطول أمطار غزيرة تشهدها المشاعر المقدسة من قبل، يعود كل شيء إلى طبيعته بعد دقائق بفضل الله، ثم بفضل مشروع خادم الحرمين الشريفين الخاص بتصريف سيول الأمطار في المشاعر المقدسة.مشاريع.. ومشاريع يعجز المرء أن يحصرها: من جسر الجمرات الذي أزاح هماً كان يزعج القيادة السعودية وضيوف الرحمن، فأصبح متعة.. وتوسيع الطرقات والخيام المقاومة للأمطار والحريق، وتنظيم ممرات المشاة، وانتشار المراكز الطبية، كل هذا جعل من تأدية فريضة حج هذا العام متعة، وجعلت ضيوف الرحمن يتجولون مبتهلين بالدعاء، وهم يتمشون في طرقات منى وعرفة ومزدلفة.
وبعد عام ستكون المتعة الدينية أكثر.. والراحة أهم بعد أن يبدأ قطار المشاعر المقدسة عمله وتكتمل المشاريع التي تضاف كل عام لخدمة ضيوف الرحمن.. مرضاة لله وتأدية لأمانة التكليف وخدمة الحرمين الشريفين.
***