Al Jazirah NewsPaper Tuesday  17/11/2009 G Issue 13564
الثلاثاء 29 ذو القعدة 1430   العدد  13564
نوافذ
بين مدينتين (بمناسبة احتفال الرياض بالقدس عاصمة للثقافة العربية)
أميمة الخميس

 

بين مكة والقدس هناك فضاء يشتجر بالأنبياء، وقبلة ازدوجت قبل أن تعرج للسماء، بين مكة والقدس قبائل وعرب عاربة استمالها التاريخ فغذت السير مستعربة، بين مكة والقدس أجنحة حمام حلّقت بالنبؤة تراوغ الدماء، من يفتح صفحة في أسفارنا دون أن تتعثّر عيناه بالقدس؟ دون أن يجد فلسطين الكنعانية العربية الإسلامية الضاربة عميقاً حيث يلتئم التاريخ بالأساطير.

بين مكة والقدس بين ..... وبيان

فمن يريد أن يختطف الزمان ليعيد صياغته وفق شجرة عائلته الخاصة؟

فلسطين هناك حيث انسكب الضوء وهزّت النخلة المريمية فكان أمل لا شفاء منه، ثم عاد الضوء وتصعد ثانية وعرج البراق بقدس الأقداس نحو عرش الأبدية.

القدس زهرة المدائن أو هي زهرة نارية على شكل مدينة، المدينة التي قدت من أعمدة الضوء وتعمّدت بخطوات الحجاج قرناً اثر الآخر، مدينتنا التي فقدنا خرائطها التي قادت الفاروق إلى أن يرقد تحت شجرها عادلاً آمناً مطمئناً.

هل قطار الثقافة سيتوقف لعام واحد فقط في القدس؟

بينما جدرانها تختزن قصة التاريخ وخوابي حضارات الكون؟

هل عام واحد من الثقافة قادر على أن يتقصّى جميع ملامح ذلك الثراء الاريكولجي طبقة أثر الأخرى؟ قصيدة أثر لوحة، قصة أثر خنجر، ودمعة عمياء تحلم بخوذة الأيوبي ليفض اشتجار القبائل دون أسوارها، وسرب يمام يحلِّق على بواباتها يخاتل البندقية.

القدس مدينة تقع على الضفاف دوماً، فهي البرزخ الذي يشطر الخيال عن الحقيقة.

الرياض حين تستضيف القدس فإنها تشرع بواباتها السبع لمدينة الزمان، إلى المدينة التي تعفّرت الجباه بأول سجدة في الإسلام نحوها.

الرياض تستضيف يافا وحيفا نابلس وغزة الصامدة .... تستضيفهم فوق شطر من القلب وجزء من راحة الكف.

وحقول بهجة بحضوركم إلى الرياض لترميم لهفة البُعاد الذي يقصينا عن أهلنا في القدس، بعد أن تحوّلوا إلى مشهد خبري يغلّفنا بالحزن فنكفنه بدموعنا.

سنعيد ما تفتّت من العلائق بكل الإرادة التي تعبد المسافات والدروب، فينبت بيننا بيادر برتقال وغابات نخيل.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد