زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للمملكة اليوم هي الثالثة منذ توليه حكم فرنسا
في منتصف عام 2007. وهذا يعني أن ساركوزي يضع المملكة على رأس قائمة الدول ذات الأهمية الكبرى في دائرة سياسته الخارجية.
وليس في ذلك غرابة، فالمملكة دولة مهمة اقتصاديا ودينيا ولها ثقل سياسي دولي كبير.
ويضاف إلى ذلك ما بين الدولتين من تقارب كبير في وجهات النظر حيال عدد من القضايا السياسية المهمة.
فعلى سبيل المثال نجد أن فرنسا من أولى الدول الكبرى التي رحبت بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله لحل القضية الفلسطينية، وهي المبادرة التي تبنتها الدول العربية في مؤتمر بيروت عام 2002م وسميت بالمبادرة العربية للسلام.
ففرنسا أشادت بتلك المبادرة ورأت بأنها مهمة جدا لتحقيق السلام في المنطقة، واعتبرت بأن المملكة عنصر مهم في تحقيق السلام في المنطقة.
وبالنظر إلى قضايا المنطقة الأخرى كالحرب في العراق، فالمملكة وفرنسا متفقتان تماما على حق دول المنطقة في التمتع بالسيادة التامة على أراضيها وحماية شعوبها من الحروب.
هذا بعض من الجوانب السياسية التي يتفق حولها الجانبان.
الجوانب الاقتصادية أيضا تحتل مكانة كبيرة في العلاقات بين البلدين، فالمملكة حريصة على استثمار علاقاتها بفرنسا بما يعود إيجابيا على اقتصادها، ففرنسا تعتبر رابع أكبر دولة اقتصادية في العالم.
فهي رابع مصدر للسلع في العالم، وثاني أكبر مصدر في قطاع الخدمات والزراعة، ولا تزال أول منتج ومصدر أوروبي للمنتجات الزراعية.. هذا عدا أنها تحتل المرتبة الرابعة عالمياً في قائمة الدول الجاذبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة.
ولذلك تحرص المملكة على توقيع الاتفاقيات الاقتصادية مع فرنسا وتحفيز رجال الأعمال الفرنسيين على الاستثمار في المملكة من خلال تهيئة المناخ الاقتصادي الملائم لهم؛ ولذلك فإن فرنسا تحتل المرتبة الثالثة بين المستثمرين الأجانب في المملكة.
كما أن المملكة تعد الشريك التجاري الثاني ضمن الدول الـ16 في الشرقين الأوسط والأدنى والمزوّد الثالث للنفط لها بعد النرويج وروسيا.
ولهذا تعتبر زيارة ساركوزي خطوة جديدة في تعزيز العلاقات السعودية الفرنسية وخاصة فيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية التي تعتبر من أهم المحفزات الإيجابية للعلاقات الدولية.
****