Al Jazirah NewsPaper Wednesday  28/10/2009 G Issue 13544
الاربعاء 09 ذو القعدة 1430   العدد  13544

إيقاعات
كارثة الأسهم .. هل من مغيث ؟
تركي العسيري

 

لا أظن أنّ هناك بيتاً أو عائلة سعودية قد نجت من كارثة سوق الأسهم، والتي حوّلت بعضنا إلى فقراء معدمين، ومرضى وزبائن للمصحّات النفسية، وعيادات السكَّر والضغط، ولأنني من ضحايا (ومهابيل) سوق الأسهم الذي ضاعت فيه ثروته، وأحلامه، وثروة (أم عياله) المسكينة، والتي لا تكاد تنتهي من قرض بنكي حتى أجرّها إلى قرض آخر، لذلك فإنني أشعر بالذنب, وتأنيب الضمير مما جرى لها، خاصة وقد نصحتني مراراً أن أبتعد عن هذا السوق الذي لا يعرف فيه (البائع وجه المشتري)! وقد كنت أجيبها شعراً:

دعيني للغِنى أسعى فإني

رأيت الناس شرُّهم الفقير

وأبعدهم وأهونهم عليهم

وإن أمسى له حسبٌ وخير

ويُلقى ذو الغِنى وله جلالٌ

يكاد فؤادُ صاحبه يطير

قليلٌ ذنبه والذنب جمٌ

ولكن للغني ربٌ غفور

هناك في يقيني خلل في سوق الأسهم، نتجت عنه كوارث حقيقية، وانهيار مفزع، قبل أن تحلّ الأزمة العالمية التي أتت على ما تبقى في محافظنا، للتذكير، فإنّ خسائر الأسهم السعودية قبل الانهيار الأخير هي كما تقول التقارير الدولية، الأكبر بين (62) سوقاً حول العالم، وأنّ مستوى الانهيار الذي حصل لسوق الأسهم لدينا يعادل ما لحق بالأسواق الآسيوية عام 1997، هذا بالطبع قبل حصول الكارثة الاقتصادية العالمية، والتي جاءت لتطلق رصاصة الرحمة على هذه السوق، السؤال: من المسؤول عن هذا؟ ففي الوقت الذي كانت أسواق الأسهم العالمية تسجل أعلى الارتفاعات، كان السوق السعودي يسير عكس المسارات، لدرجة أنّ يوماً واحداً فقط خسرت فيه أكثر من (950) نقطة، وهو ما يعرف بالثلاثاء الأسود، لقد تأذّت كثير من الأسر من هذه المصيبة التي حلّت بهم من جراء هذا الانهيار الذي حدث في سوق الأسهم، قبل الأزمة الاقتصادية، وبعدها، والذي ستكون له انعكاسات خطيرة على حياة صغار المستثمرين تحديداً، وما لم توضع حلول مقبولة، تساهم في عودة الثقة لسوق الأسهم، والأمل لأولئك الضحايا الذين فقدوا كل استثماراتهم وباتوا يعيشون أوضاعاً مأساوية تدعو إلى الشفقة، فإنّ الأمر سيزداد سوءاً. إنّ على هيئة سوق المال أن تخرج للناس وتبيِّن خططها المستقبلية لانتشاله من حالة الانهيار، بدلاً من أن تتركنا رهينة لآراء المحللين الاقتصاديين الذين ساهموا في تضليلنا والضحك علينا، بعد أن اكتشفنا أنهم يفهمون في كل شيء إلاّ في الأسهم, ترى هل من مغيث ينقذنا من الكارثة التي حلّت بنا؟ هل من يشفق علينا؟. ويبدو أنّ المطرب المصري (شعبان عبد الرحيم) قد أشفق علينا، وصوّر حالتنا من خلال أغنيته التي يقول فيها:

شغال في النزول بقا له سنتين

شرينا بالغالي وبعنا بالرخيص

وبعنا هدومنا وحتى القميص !!

قميص إيه ياعم ؟ أما انت طيب وابن حلال،

alassery@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد