تضاعفت إصابات تليف الكبد في بريطانيا ثلاث مرات خلال الثلاثين عاماً الماضية، بحسب دراسة طبية حديثة، فقد أظهرت إحصائيات هيئة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة أن حالات الإصابة بالتليف ومن ثم سرطان الكبد بلغت 865 حالة عام 1975ووصلت عام 2006 إلى 3108 حالات.
ويعتبر سرطان الكبد هو الأول بالمملكة من كثرة وشيوع، حيث تبلغ نسبته بين السرطانات الأخرى 10.2% عند الذكور و4.1% عند الإناث.
تعزو الدراسة هذا الارتفاع لتغير عادات تناول الأكل خلال العقود الثلاثة الأخيرة، وإلى البدانة باعتبارها سبباً ثانياً. أما العامل الثالث في زيادة حالات التعرض لهذا الداء الخبيث فهو ناجم عن الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي cومن المعروف أن هذا النوع من الالتهاب ينتقل عبر الدم الملوث.
وعلى هذا ينبغي فرض إجراءات أمان صارمة على التبرع بالدم ونقله، حيث أصبحت عدوى التهاب الكبد الوبائي c أكثر شيوعاً وسط متعاطي المخدرات بواسطة الحقن في الوريد. وقد يحدث التليف الكبدي من كثرة استخدام المشروبات الكحولية، كذلك يؤدي استنشاق أبخرة مواد كيميائية معينة كرابع كلوريد الكربون إلى تليف الكبد ووجود ندبات فيها. وبعد تكوّن الندبات لا يمكن للكبد أن تستعيد أنسجتها الإسفنجية.
وهناك أمراض أخرى تتسبب في تليف الكبد مثل الأمراض الناتجة عن كثرة النحاس أو زيادة الحديد وترسبها بالكبد، أو الأمراض الناتجة عن ضعف المناعة الذاتية، حيث يحدث التليف لأن مناعة الجسم تهاجم الكبد أو الخلايا الكبدية أو القنوات المرارية ومن ثم الإصابة بالتليف وبعدها السرطان إذا ما عولجت في وقتها.
وقد يحدث التليف بسبب الالتهاب الناتج عن كثرة الدهون أو الأدوية أو الكحول أو المواد السامة الأخرى. وأغلب سرطانات الكبد تبدأ بعد أن إصابتها بالتليف، وغالباً ما يكون ناتجاً عن الإصابة بفيروسات الكبد.
وتليف الكبد حالة مرضية تتليف فيها خلايا ها الحشوية وتؤدي إلى إفراط في النسيج الضام، وتحلُّ مجموعات من الخلايا تسمى بالعقيدات المجددة، محل أنسجة الكبد الاسفنجية الطبيعية. وقد تصبح الكبد المتليفة غير قادرة على أداء الوظائف الحيوية، كتصنيع البروتينات وإزالة السموم من الدم.
كما أن الأنسجة المصابة قد توقف سريان الدم مما يؤدي إلى زيادة الضغط في الأوعية الدموية التي تخدم الكبد، فينتج عنه نزف داخلي بعد تراكم السوائل داخل البطن. ويصاب العديد من المرضى بالضعف وعدم التركيز. وبعض الحالات لا تبدو فيها أية أعراض ملحوظة. وتؤدي الحالات المتقدمة إلى الوفاة. ويمكن تحاشي التليف بتناول الغذاء السليم وتجنب المسببات، والتطعيم ضد الالتهاب الكبدي الوبائي.
وقد أقرت وزارة الصحة هذا التطعيم وجعلته إجبارياً منذ عام 1989م بقرار ملكي. ومن نتائجه تناقص العدوى عند الأطفال من 10% إلى أقل من 1%. والغريب أن دراسات تؤكد دور القهوة في مقاومة التليف وبعض أنواع السرطان، حيث تدخل في صناعة الأدوية المخففة للألم والحد من الشهية المفرطة، لغناها بالمواد المضادة للتأكسد المقللة لآثار المواد الضارة على الجسم. لذا اشربوا القهوة واستفيدوا منها، واستمتعوا بمذاقها اللذيذ، والله يحفظكم من كل شر!.
www.rogaia.net
rogaia143 @hotmail.Com