ثمة مواضيع من المعيب أن تبقى طويلاً قيد البحث، ومن هذه المواضيع التي يستغرب المواطن العربي بقاءها كل هذا الوقت، ويستهجن المواطن الفلسطيني قبله أن تظل عاجزة عن الحل، موضوع المصالحة الفلسطينية.
|
فشعب مكافح يناضل من أجل قضية عادلة تنشغل أهم وأكبر حركتين نضاليتين في عراك سياسي يتخلله صدام مسلح بين الحين والآخر، ويظل عاجزاً عن الحل طوال كل هذه السنين، فأقل ما يمكن وصفه بأنه هدم لبناء نضالي خاضه الشعب الفلسطيني قبل أن يعرف الفلسطينيون حركة فتح وحركة حماس.
|
فالفلسطينيون يا سادة، يا من تحكمون رام الله، ويا من تحكمون غزة، أكبر من الذين يعرقلون الصلح بين أبناء الوطن الواحد، ويريدون أن يكرسوا انقساماً، وأن يشطروا وطناً يعاني أصلاً من التشطير والتقسيم والفصل ما بين كونتونات استيطانية، وجدارات عنصرية فاصلة واحتلال بغيض، فيأتي من يقود حركة النضال فيقسموه إلى سلطة حاكمة في رام الله، وإمارة مهيمنة في غزة.
|
أقل ما يمكن أن يقال عيب أن يستمر الحال على هذا الوضع المخزي الذي يصنعه ما آلت إليه قيادة الشعب الفلسطيني سواء بالانتخابات أو بالأمر الواقع، أو بقوة السلاح.
|
وكم هو مظلوم شعب فلسطين الذي وصلت إليه الأوضاع إلى هذا الحد من الفرقة والانفصال فبالإضافة إلى ظلم الاحتلال والتسلط والتعنت الذي يمارسه جنود الاحتلال الاسرائيلي يومياً على هذا الشعب الصابر يُطعن من قادته وممن يقولون إنهم يقودون النضال لتحريره من نير الاحتلال، وبدلاً من أن ينجزوا استحقاق التحرير يبقون على الانقسام والتشطير والانفصال مرتكبين ظلماً أشد فداحة وقهراً.. وكأنهم يجسدون قول الشاعر العربي طرفة بن العبد:
|
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة |
على المرء من وقع الحسام المهند |
|