كيف تمت التوعية بمرض إنفلونزا الخنازير في مناطق المملكة المختلفة، هل كانت بطريقة ابتكارية علمية عقلانية متزنة أم أنها لم تخل من تهويل وإفزاع أثَّر سلباً على المواطن والمقيم أو حتى أنها كانت على العكس من ذلك تقليل من خطورة المرض وعدم اكتراث به من قبل المسئول والمدير، وهل روعيت الفوارق الثقافية والعلمية والعمرية والحضارية بين أفراد العينة المستهدفة حين تم اختيار الوسيلة والأسلوب، هل هناك اختلاف في صياغة الرسالة الموجهة للكبار عن رسالة الطلاب الصغار في المدارس، وهل استطاع المعلمون نقل الرسالة إلى أبنائنا بالشكل الذي يتناسب مع أفهامهم ومستوى إدراكهم المحدود، وقبل هذا وذاك هل شارك الإعلام خاصة الصحافة السعودية في إيصال الحقيقة كما هي أم أن الحقيقة ما زالت غائبة عنَّا نحن مواطني بلدان العالم الثالث عموماً وأصحاب القرار والكتَّاب على وجه الخصوص، باختصار هل كان الأثر لهذه الحملة التوعوية إن صح هذا الإطلاق أثراً إيجابياً أم أنه سلبي؟ طبعاً ليس لدي دراسة استكشافية مسحية أبني عليها أقوالي هنا ولكنني أعتقد أن الحملة لم تكن كما خطط لها وتوقع من قبل المنظّرين، على افتراض أن هناك تخطيطاً ودراسة مسبقة من قبل فريق متخصص في الرسائل الإعلامية في وزارتي الصحة والتربية والتعليم حدد الهدف وبحث بين البدائل الإعلامية المتاحة واختار الأمثل والأكثر إيجابية، وإن كنت أشك في هذا لعدم اكتراث وزاراتنا جميعاً بلا استثناء بهذا الحقل العلمي الهام، المهم أن المواطن ما زال عاجزاً عن تحديد بوصلة تفكيره إزاء هذا المرض وما زالت التساؤلات تشغل حيزاً من تفكيره وبقوة، نعم الكثير منا، بل جلنا لم يصل إلى إجابة نهائية عن جميع الأسئلة التي ثارت في البداية وما زالت قائمة، بل صارت أكثر إلحاحاً وأشد تعقيداً وهي محل أخذ ورد وحوار ساخن في جلساتنا الخاصة ومنتدياتنا العامة خاصة بعد التشكيك في مصداقية منظمة الصحة العالمية في لقاء الجزيرة المشهود!! إذ جاء فيه على لسان الضيف ما نصه: (منظمة الصحة العالمية من ناحية تاريخية يتم التأثير عليها من عائلة روكفلر وقد فرضت سيطرة على الصحة العامة في أميركا وصناعة السرطان وكذلك فإن منظمة انتشار الأمراض التي تقوم عليها منظمة الصحة العالمية تم خلقها من طرف مؤسسة روكفلر وعائلته إذاً العلاقة والخطر الممكن يعود أساساً إلى سيطرة سياسية وجغرافية تسعى إلى تدمير الملايين من البشر وربما هناك إمكانية أنه إذا كان هذا التطعيم خطيراً كما هو واقع الحال وحسب اعتقادي أن مكونات مرتبطة سامة جداً، حيث إن الكثير من الناس الذين اهتموا به يقولون مثلاً إنه مسمم، وقتها يكون لدينا مشكلة كبيرة وأنا أحث المستمعين لئلا يتخذوا التطعيم بأي شيء حتى يكون هناك فهم واضح للمخاطر المرتبطة وكذلك المعلومات التي يتم التعتيم عليها في هذا الإطار).
وزاد الأمر ضبابية تناقضات التصريحات الرسمية وإحجام بعض الدول عن تطعيم حجاجها بالمصل المخصص لهذا النوع من الإنفلونزا والاكتفاء بالتطعيم المعروف للإنفلونزا العادية، ليس هذا فحسب، بل هناك من يشكك بالمرض نفسه وجوداً وعدماً، هناك منا من رفض تدريس أولاده في الأسبوع الأول خوفاً ووجلاً، وهناك من الأطفال من بدأ يتوهم إصابته بالمرض، وأناس بالغوا في أخذ الاحتياطات و... في المقابل هناك من ينفي وجود هذا النوع من الإنفلونزا وربما لم يقرأ ولم يسمع عن الإرشادات ويعتبر كل هذا من الإرجاف الذي ما أنزل الله به من سلطان، ويبقى السؤال الملح ترى أين سيكون المرسى، وأي الفريقين على حق وعند من الحقيقة، هل نطعم أو لا، وفي أي الصفين نقف ومع من نكون لست أدري ولكنني متأكد أن هناك خنازير يمكرون بنا وببلادنا ويمكر الله والله خير الماكرين.