Al Jazirah NewsPaper Thursday  01/10/2009 G Issue 13517
الخميس 12 شوال 1430   العدد  13517
بساطة لم يقهرها شيء

 

قال الكاتب سمير عطا الله إنه يغبط الكاتب الراحل نجيب محفوظ على البساطة المولودة التي ما استطاع أن يقهرها شيء.. فالسكينة هي أعظم هبة في الحياة، ونجيب محفوظ كان طافحاً بها.. فلم يطلب في الحياة سوى ما لديه: قلمه، وكتبه والأوراق. لم يسع إلى شيء، لا وظيفة عليا ولا منصب، ولا مال، فقد كانت القناعة كنزه.. وكان أمير البساطة، وأمير التواضع، وأمير الهدوء.

كان الآخرون يتخاطفون من حوله ويتقاتلون ويتشاتمون ويردحون.. بينما هو يمضي هادئاً في طريق البساطة التي أوصلته إلى أعلى مكافأة معنوية في عالم الآداب. ففاز بجائزة نوبل للآداب فوضعته إلى جانب طاغور الذي كان مثله وسيع القلب.. همه الإنسان والخير. وقد روى الأستاذ محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر حكاية تبين حرص نجيب محفوظ على تشجيع الأدباء الشباب فقال إنه يحتفظ بقلم (سيفرز) من الطراز القديم كان نجيب محفوظ يكتب به لسنوات عديدة.

ولذلك قصة نبيلة، فأحد الأدباء الشباب قابل نجيب محفوظ وهو يسير على قدميه في أحد شوارع القاهرة فوقف يحييه فدعاه الأديب الراحل لحضور ندوة يجتمع فيها ألمع نجوم الثقافة والأدب فاستمع إلى أحاديثهم دون أن ينطق بكلمة.. وواظب الشاب على حضور الندوات الأسبوعية.. وطلب منه نجيب محفوظ أن يطلعه على بعض إنتاجه فذكر الشاب أنه لا يملك ثمن القلم والورق فأخرج نجيب محفوظ من جيبه قلمه الخاص وأعطاه إياه.. فكتب به قصة ساهم نجيب في نشرها بإحدى الصحف.. وظل محتفظاً بالقلم لسنوات عديدة.. وأهداه للأستاذ محمد سلماوي تقديراً لجهوده وما قام به لإنصاف الأديب الراحل.

وتم وضع القلم الأسود ذي الغطاء الذهبي وسط مجموعة من المتعلقات الخاصة بالأديب نجيب محفوظ في خزانة عرض خاصة بالمبنى التاريخي لاتحاد الكتاب بقلعة صلاح الدين جنباً إلى جنب مع كلمته في احتفالات نوبل بخط يده والعصا التي كان يتكئ عليها.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد