Al Jazirah NewsPaper Thursday  01/10/2009 G Issue 13517
الخميس 12 شوال 1430   العدد  13517
المطلوب تعاون دولي لإنجاح الحوار

 

حوار الثقافات الذي نادى به خادم الحرمين الشريفين، قد لا يؤتي ثماره في المستقبل القريب، ولكنه في المنظور المتوسط والبعيد سيكون له أثر واضح بإذن الله في الحد من النزاعات في العالم، شريطة أن يكون قادة العالم مؤمنين بأهمية الحوار في تقليص التوترات في العالم. فأساس المشكلة بين الحضارات والثقافات المختلفة هو غياب الثقة الناتج عن التعميمات المغلوطة والتي يغذيها المتطرفون من كل حضارة، وبالتالي فإن هذه التعميمات تخلق بيئة عالمية مشحونة، قابلة للانفجار عند أدنى مشكلة.

ولعلنا نتذكر هنا ما أكده المليك من أن (التركيز عبر التاريخ على نقاط الخلاف بين أتباع الأديان والثقافات قاد إلى التعصب، وبسبب ذلك قامت حروب مدمرة، وسالت فيها دماء كثيرة لم يكن لها مبرر من منطق أو فكر سليم).

ومن الوسائل المهمة في إشاعة ثقافات الحوار هو عقد المؤتمرات الدولية التي تجمع القيادات السياسية والثقافية والدينية من مختلف الدول لوضع أسس الحوار البناء وكيفية فتح قنواته وضمان استمراره من أجل أن يكون له صدى ونتائج طيبة بحول الله تعالى وقوته.

ويوم أمس افتتح في جنيف مؤتمر مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار الثقافي وأثرها في إشاعة القيم الإنسانية الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي. وهذا المؤتمر يجمع قيادات دينية وثقافية مهمة لها كلمتها وتأثيرها في أتباعها في مختلف دول العالم.

ومن الأمور المهمة التي يجب معالجتها لإنجاح أي حوار بناء هو موضوع التمييز بين الناس على أساس الدين أو العرق أو الرأي وغيرها من أسباب التمييز كونها من أسباب النزاعات والتوترات.

فهذا المؤتمر وغيره من المؤتمرات يجب أن تركز على الأسباب الحقيقية التي تغذي النزاعات كالتمييز العنصري، والظلم، والأحكام المسبقة الخاطئة وتعميمها على شعوب وحضارات بأكملها.

وعلى المشاركين أن يحثوا أتباعهم على الانفتاح على الآخر، وأن يثقفوهم ويرشدوهم إلى ضرورة الإيمان بأن الاختلافات سنة كونية ليست بالضرورة شرطا للنزاع.

****




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد