بالتأكيد أن الجهات المعنية ستعيد النظر في سياستها بعد الهجوم الانتحاري الذي استهدف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف في منزله قبل أيام, حيث تأكد للجميع أن هؤلاء الخوارج لا يؤمن جانبهم وأن النصح والإرشاد ليس حلا أمثل مع فئة مؤدلجة تتخذ من (التقية) منهجا لها.

ولكن هل لا بد أن يحدث تفجير كهذا, حتى تتغير السياسات تجاههم هل لا بد أن يروح ضحايا أبرياء جدد, حتى تتغير الإستراتيجيات, هل لا بد أن تنجح مخططات هذه الفئة حتى نفكر في خطط جديدة لا نظن أن الأمر بهذا الشكل وتغيير الإستراتيجيات بناء على ردود أفعال سريعة أمر غير مجد.

إن الأمر يتطلب دراسات في فكر (القاعدة) ومن نهج نهجهم، في سلوكهم في تحركاتهم, الأمر الذي يقود إلى حصيلة وافية من المعلومات (العلمية) ما يسهم في وضع قرارات وإستراتيجيات فعالة, فالأمر أخطر من اجتهادات غير مبنية على أساس علمي أو تساهل غير محسوب أو تبريرات سطحية أو أعذار هلامية.

لعلنا من جهة أخرى نعيد النظر في مصطلح (المغرر بهم) لأن الرجل الذي تجاوز سن (18) سنة يستطيع أن يميز الخير من الشر وأن عبارة (مغرر به) لا تتناسب معه وهو في هذا العمر، فالأفراد الذين يمكن أن (يغرر بهم) هم ما دون (18) سنة, وهذا مقياس عالمي متفق عليه, وكم جرت علينا هذه العبارة (الويلات), باعتبارها تعذر (المجرم) في جرمه وتحيد بالنظر عن الفعل, وتحوله إلى الشخص ذاته, وهذا (خداع) في التعامل مع الموقف الانتحاري لا يخدم القضية الوطنية بقدر ما يخدم الانتحاري ذاته.

لا يسعنا هنا إلا أن نهنئ أنفسنا بسلامة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف, وأن ندعو له بطول العمر, وأن يبقيه الله سيفا صارما في وجه كل من يحاول المساس بأمن هذا الوطن.