المناسبات الدينية الكبرى، والتي نعيش أحد أهمها مناسبة صوم شهر رمضان المبارك تعرض على المسلمين جميعاً مراجعة ما هم عليه من أوضاع عامة أو خاصة، ولقادة المسلمين وولي أمرهم دور هام ومسؤولية جسيمة في مراجعة مواقفهم في هذا الشهر الفضيل لمعالجة الأخطاء وتعزيز الأفعال الطيبة، وهنا تبرز أولى ما تبرز ما يعانيه المسلمون في فلسطين والأوضاع التي آلت إليه في الوطن السليب، وقد نصح قادة المسلمين إخوتهم الفلسطينيين كثيراً قبل هذا الشهر الفضيل أن يعالجوا خلافاتهم التي أصبحت منفذاً وقنطرة للعدو الإسرائيلي الذي استغل التنافر بل والعداء بين أبناء الدم الواحد ليحقق ما كان يطمع به ويطمح إليه وها هو العدو الصهيوني يرفع من وتيرة هجمته الصهيونية المتسارعة على القدس لخنقها وتهويدها، ولأن الإخوة الفلسطينيين منشغلون بخلافاتهم الداخلية والاهتمام بالكيفية التي يستطيعون البقاء فيها بحكم (الجيب) الذي يمارسون تسلطهم على إخوتهم الفلسطينيين، فهم عاجزن عن التصدي للإسرائيليين، في حين قادرون على قمع المواطنين الفلسطينيين، ويستوي في هذا الوضع في قطاع غزة أو أرض السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وهذا ما أتاح للعدو الإسرائيلي أن يسرع سياسة تهويد القدس وخنقها مما يجعل التخلص من الوجود الإسرائيلي في هذه المدينة المقدسة صعباً إن لم يكن مستحيلاً، فبعد التهام حي الشيخ جراح التي أخذت تتسع رقعة الاستيلاء الإسرائيلي على ممتلكات المواطنين الفلسطينيين، تتجه الأفعال الإسرائيلية لتوسيع رقعة الاستيطان الإسرائيلي داخل المدينة المقدسة وخارجها لإحاطتها بحزام استيطاني وخنقها والعمل على تهويدها في الداخل مستغلة الخلافات الفلسطينية الداخلية والأوضاع العربية والإسلامية المضطربة للإجهاز على القدس والاستيلاء عليها كاملاً بعد طرد العوائل الفلسطينية التي تابعنا كيف هي حالتهم المزرية وهم يقيمون في الشوارع أمام منازلهم بعد طردهم من هذه المنازل التي توارثوها أباً عن جد قبل أن يبتلوا بالسرطان الإسرائيلي الخبيث.

***