Al Jazirah NewsPaper Monday  31/08/2009 G Issue 13486
الأثنين 10 رمضان 1430   العدد  13486
أضواء
استهداف رمز الشباب السعودي
جاسر الجاسر

 

قدرُ محمد بن نايف أن يدخل سِفر التاريخ السعودي الحديث؛ ليصبح رمزاً لشباب الوطن الذين تصدوا لدحر الإرهاب؛ فقد جنَّد نفسه وأشغل فكره وتفرغ كلياً لمعالجة هذه الآفة في نطاق عمله مساعداً لمهندس الأمن في بلادنا المقدسة؛ فحقق إنجازات وإضافات عدة اعتبرتها كثير من الدول دروساً يجب أن تطبق لمواجهة الإرهاب؛ فطلبت هذه الدول من المملكة تجاربها ودروسها في التصدي لهذا الوباء الذي أصاب كثيراً من الدول. وكانت لمبادرات محمد بن نايف نصيب كبير من هذه النجاحات التي حققتها المملكة من خلال نجاح كبير بل كبير جداً، وهي وإن لم تجتث جذور الإرهاب تماماً، فإنها وضعت الخطط وتسير على الطريق الصحيح للقضاء نهائياً على هذا الوباء، وهنا اتضحت خطورة محمد بن نايف على الإرهابيين وفكرهم وتنظيمهم الإرهابي وقاعدة الإرهاب؛ فكان قرارهم التخلص من محمد بن نايف الرمز والفكر العملي والعلمي السعودي الذي يعترض خططهم ويفشلها؛ فمحمد بن نايف القائد الميداني الذي يترجم فكر القيادة في القضاء على الإرهاب واجتثاث جذوره.

ولأن محمد بن نايف أصبح رمزاً لشباب القيادة والشباب السعودي الواعي المتفهم والمتسلح بالعلم، وقبل ذلك بالإيمان، والمؤمن المؤسَّس إسلامياً وفق مناهج التربية الإسلامية من منابعها؛ فوالده نايف بن عبدالعزيز الذي يُخضع كل خطوة يخطوها لمناهج الشريعة الإسلامية؛ فلا عجب أن يسير ابنه محمد بن نايف على نهجه ذاته؛ لذلك طبع كل أفعاله وكل تصرفاته وكل تعاملاته، وخصوصاً مع عناصر الفئة الضالة، بالطابع الإسلامي، وإن كان ميالاً إلى الرحمة وإعطاء فرص أكبر للمتورطين والذين تأثروا بالفكر الضال؛ حتى يعودوا إلى الطريق الصحيح. ولأنه حقق نجاحاً كبيراً وأصبح رمزاً وصاحب مدرسة يقدم فكراً عملياً في التعامل مع هذا الوباء العالمي، ولأنه يشكل تهديداً جدياً، ويقدم نموذجاً عملياً؛ فقد اعتبره التنظيم الإرهابي العالمي عدوه الأكبر الذي يجب التخلص منه؛ ظناً منهم أنهم بذلك سيقضون على الفكر السعودي الشبابي الناجح المتصدي للفكر الضال. وكعادة شياطين الإرهاب عندما يخططون لتنفيذ أعمالهم الإجرامية الإرهابية فإنهم يحاولون تحقيق أكثر من هدف؛ فجاء اختيار محمد بن نايف محققاً لهم كل هذه الأهداف الشريرة، إضافة إلى رغبتهم في إزاحة عقبة كبيرة أفشلت كثيراً من خططهم وأعمالهم الإجرامية. كما استهدفوا من خلال عملهم الإرهابي الخطير التشكيك والحد من أسلوب سعودي عريق تتميز به العائلة السعودية؛ فالقيادة السعودية عُرفت بنهج تفردت به، وهو أسلوب (الباب المفتوح)؛ حيث يستطيع أي مواطن أو مقيم أو أي طالب حاجة أن يقابل أي مسؤول سعودي بدءاً من خادم الحرمين الشريفين إلى أي أمير أو وزير؛ فكان طلب الإرهابي مقابلة الأمير محمد بن نايف، وأنه سيسلم نفسه ويبلغه بمعلومات، بينما كان هدفه القضاء على هذا النهج السعودي الذي يفضح ادعاءات خوارج الإرهاب الذين لا يريدون أن تقترن الأعمال الطيبة ذات الخلق الإسلامي بالقيادات الإسلامية التي تترجم التوجهات الشرعية.

وقد أحبط الله عملهم وعمل مَن وجههم، وتعزز الرمز السعودي الممثل لكل الشباب السعودي؛ فمحمد بن نايف رمز للشباب السعودي الملتزم الحكيم المنفذ لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين والقيادة الحكيمة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد