عندما يُبتلى إقليم بنظام مشاكس، يصبح استقرار ذلك الإقليم مضطرباً بل ومعرضاً لهزات عنيفة أمنية وسياسية وحتى اقتصادية. المنطقة العربية وبما تحويه من أكثر من إقليم تعيش هذه الأوضاع منذ أكثر من ستة عقود، وبالتحديد منذ زرع الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي حيث منحت أرض فلسطين لليهود الذين استُجلبوا من أوروبا للتخلص من قوم اعتادوا الهيمنة والسيطرة على اقتصاديات الجماعات التي يعيشون بين ظهرانيهم، وللتخفيف من عقدة الذنب التي تشعر بها الشعوب الأوروبية بعد الانتقام الذي تعرض له اليهود على يد النظام النازي.
إسرائيل ومنذ إنشائها والمنطقة العربية بجميع أقاليمها تعيش أوضاعاً غير مستقرة، واليوم يضيف النظام الإيراني عبئاً آخر على المنطقة العربية وبخاصة إقليم الخليج العربي الذي يتأثر تأثراً مباشراً بما يحدث في إيران وما يقوم به نظام إيران، وكم كشفت الأحداث من أعمال تخريبية وتدخلات غير محمودة في الشؤون الداخلية للدول العربية المجاورة بدءاً من العراق وصولاً إلى اليمن ليتحول الاستقرار النسبي الذي تعيشه دول الخليج العربية إلى استقرار هش ومهدد دائماً بسبب فوضى وانقلاب النظام الإيراني الذي نقل للإقليم جملة من التوترات والاضطرابات امتدت من داخل الأراضي الإيرانية إلى مياه الخليج العربي التي حاول النظام الإيراني استعمالها لتهريب الأسلحة المحظورة.
***