غدّار وجبان هذا الذي تحيط به وتلتف حوله قوى الشر، ومن ذا يكون مسكوناً بالخوف، بل وكل من يستسلم لثقافة الإرهاب، وكل من يصنَّف على أنه من التكفيريين، فهؤلاء عن أبواب الخير وطرق السلام وخدمة المجتمع الآمن معرضون، فضلاً عن أنهم يستبيحون ويهللون لكل ما يسيء إليهم، ويضع فكرهم الشاذ وأشلاء أجسادهم النتنة في مزبلة التاريخ.
***
جبناء - إي والله - بما شربوه - من فتاوى واستسلام لثقافات إرهابية وفكر ضال، دون أدنى مقاومة أو رفض أو تبصر من جانبهم أمام ما دُفِعوا إليه، وأقنعوا به، ووظِّفوا من أجله، وسِيقوا بسببه إلى هذا الجحيم.
***
تأمنهم، تحاول أن تساعدهم، أن تقيل عثراتهم، أن تصفح عن ماضيهم، أن تتناسى واقعهم الأسود، وأن تكون ناصحاً أميناً لهم، وذا عاطفة بهم، فإذا هم لا يملكون القدرة ولا الإرادة والعزيمة للتخلي عن نواياهم وثقافاتهم وحياتهم القائمة على الغدر.
***
هكذا هم، لا يرحمون حتى أنفسهم، وإنما يبحثون عن فرصة أو بعض فرصة ليكونوا وقوداً في نار جهنم، مسيَّرين لا مخيَّرين نحو هذا المصير غير المجهول، ونحو هذه الممارسات الجنونية والعبثية.
***
هؤلاء لا تنفع معهم الرأفة ولا الشفقة، ولا يعيدهم إلى حضن الولاء وحب الوطن أية عاطفة نحوهم، ولن يبقيهم أسوياء بيننا ممارسة ضبط النفس مع سلوكياتهم، ولن تكون حماية المجتمع من شرورهم وفسادهم بالتسامح وبمثل هذه السياسة وهذا التكتيك، حيث المعاملة بالتي هي أحسن، وإنما يجب أن يكون بالضرب على أيديهم بقوة وبلا رحمة.
***
لقد روّعوا المواطنين، وعاثوا بالأرض فساداً، وقتلوا ونكَّلوا بالأبرياء، من مواطنين ومقيمين، وأهدروا دماء الناس وكفروهم، وهدموا وفجروا وقوضوا كل منجز وطني، ولا سبيل لحماية الناس والمنشآت منهم إلا بفرض النظام، وتطبيق القانون، والتعامل معهم بالقوة التي لا تقهر.
***
لقد حل علينا شهر رمضان ضيفاً عزيزاً، حيث ينصرف فيه المؤمنون إلى ما يقربهم إلى الله، وإلى ما يكفر عنهم سيئاتهم، وإلى ما يغفر لهم ذنوبهم، وذلك بالصوم والتعبد والصلاة آناء الليل وأطراف النهار، وببذل أقصى درجات البعد عن كل ما يشوّه الصوم أو يسيء إليه، فإذا بنا نمسي أمام جريمة نكراء، وعمل عدواني جبان، وسلوك قبيح وغير إنساني، حين استؤمن هذا المجرم واطمئن إليه فمُكّن من أن يصل إلى مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف، يزوره في منزله، باعتبار أن مجلس الأمير بمثابة دوحة حب وسلام اعتاد أن يلتقي به مع من يرغب من المواطنين، لتكون المفاجأة المدوية بأن يفجر هذا المجرم نفسه في عمل وحشي وغادر وجبان مستهدفاً حياة الأمير.
***
فيا خادم الحرمين الشريفين، ويا سمو ولي العهد، ويا سمو النائب الثاني، لقد بلغ السيل الزبى، وتمادى هؤلاء في غيهم وضلالهم، ولم ينفع معهم أي نصح أو مناصحة، ولم تستجب كل المحاولات السلمية والعاطفية في إصلاحهم وصلاحهم، ولم يبق بعد حادثة سمو الأمير محمد بن نايف إلا التعامل معهم بحزم وقوة، وإلا فإن الخلايا النائمة ستختار التوقيت المناسب - كما تفعل الآن - للإضرار بالوطن والمواطنين، وبالرموز من المسؤولين الذين يتصدون بشجاعة لهؤلاء المخربين.
***
لقد حمى الله الأمير محمد من هذا المخطط الذي استهدف حياته، ومن المؤكد أن تنظيم القاعدة في الخارج والعناصر المعادية لبلادنا في الداخل ليست بريئة من هذه العملية الإجرامية، ولا بد من التعامل معها على قاعدة: الجزاء من جنس العمل، وجزاء هؤلاء أن تتم مواجهتهم بما اقترفوه أو خططوا وروجوا له، أو نصحوا وأفتوا به، ومن ثم الحكم بالاقتصاص منهم سريعاً وبلا إبطاء حتى نضع نهاية حاسمة ونهائية وسريعة لهذه الحرب ضد العملاء والمجرمين والمخربين وأصحاب الفكر الضال.