كتب- محرر الوراق:
مع تعدد بلدان هذا الوطن الكريم والكبير وكثرتها إلا أن المراقب والمتابع يجد أن لكل بلد خصوصية وميزة عن باقي البلدان سواء كانت أصغر منه أو أكبر منه.وفي بلدة أشيقر عروس الوشم وحاضرتها العلمية على مدى قرون عديدة مضت تفنن أبناء هذه البلدة في الوقف بصور عديدة وأشكال متنوعة مما يعكس ثقافة عالية روؤية مستقبيلية نتج عنها استمرار العمل الخيري ومشروعات النفع العام.
يقول الشيخ عبد الرحمن بن منصور أبا حسين - رحمه الله تعالى - في مقال له نشر في هذه الصفحة: أشيقر - من البلدان (النجدية) التي تزخر بوثائق الأوقاف بنوعيها، فالأوقاف على الصوام كثيرة جداً وهي الأشهر في أوقاف البلدة، ولذا دونت في سجل خاص بها ويتولى الإشراف عليها وكلاء على مر السنين إلى يومنا هذا - وسنتحدث عنها ضمن هذا المقال - كما توجد أوقاف على الضيف يجمعها أمير البلدة كل عام، وقد دونت في سجل خاص بها شاملة كل بساتين البلدة صغيرها وكبيرها دون استثناء، كما يوجد أوقاف على الفقراء والمساكين والأضاحي والحجج وكذلك على الذرية، والسرج في المساجد والطرقات والدلاء على الآبار التي تستقي منها البيوت، وإليك أمثلة على ذلك من واقع الوثائق، فمنها:
1 - وقف صبيح، ووقف صقر بن قطامي، ووقف رميثة بن قضيب على الصوام.
2 - وقف صالح بن إبراهيم بن عيسى في أرض النميلات على صوام أشيقر.
3 - وقف محمد بن حسن الخراشي في ملكه في حويط مقحم على الصوام.
4 - سبيل ابن مساور في الميسوري على الصوام.
5 - وقف أرض حايط رزين ونخله على الصوام.
6 - وقف أريضات - آل الخرافي - أرض ونخل وأثل على الصوام.
7 - وقف - آل الخرافي - في الأرض الواقعة غربي الغبية على الصوام والأسرة تسكن - الآن - في بلد الكويت.
8 - وقف الشباني في بستان النجيمي على الصوام.
9 - سبيل آل عقبة في بستان الشميلي على الفقراء.
10 - وقف اللاعي في الملك المسمى ابن زيد على الفقراء.
11 - وقف آل مفدّا في حويط حسن على الفقراء في ليالي الجمع من كل عام.
12 - وقف ميثا بنت سليمان بن مفدّا يقسط على جمع الدهر على الفقراء.
13 - وقف آل أبا حسين في ملكهم - خيس عثيمين - على الذرية.
14 - وقف آل أبا حسين في أرضهم المعروفة بأرض الباب على الذرية.
15 - وقف محمد بن حسن بن سيف في الجنينة على الذرية ثم على الفقراء.
16 - وقف حماد بن ناصر في الربيع في الغبية على الذرية.
17 - وقف كلثم بنت أحمد بن منصور في حايط على الأوسط على ذريتها.
18 - وقف آل إسماعيل والسحاما في نصيبهم من الصفارية على الذرية.
19 - وقف آل حميد في - الغريري - على الأضاحي والحجج.
20 - وقف آل حميد في - صباح - على الأضاحي.
21 - وقف آل موسى على المدرسة (الكتاتيب).
22 - وقف بئر القاضي - وهم سكان عنيزة - الآن.
23 - وقف فاطمة بنت سيف بن مانع الشبرمي أربعة قدور ورحى ومقرصة.
24 - وقف الشيخ طلحة بن حسن آل بسام مكتبته على ذريته.
وضيف أبا حسين رحمه الله: ولما كانت البلدة زراعية، والتمر أهم منتجاتها, وثروة اقتصادية للفلاح، وغذاء رئيس في كل منزل - في الزمن السابق - وأهم قوت يدخر، وبيت لا تمر فيه أهله جياع. لهذه الأسباب حرص أهل الخير على الأوقاف على الصوام ولكثرة الأوقاف عليها قام الشيخ محمد بن عبداللطيف الباهلي إمام جامع أشيقر في وقته بجمعها وتدوينها في سجل خاص عرف بديوان الصوام ثم نقلها عنه الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن عامر ثم نقلها الشيخ عمر بن محمد الفنتوخ، ثم الشيخ عثمان بن عبدالرحمن أبا حسين إمام مسجد الشمال، ت 1417هـ.
وأقدم الأوقاف - وقف صبيح - في منتصف القرن الثامن الهجري حيث كتب عام 747هـ وجعل جزءاً من غلة الوقف يكون سماطاً من التمر في شهر رمضان عند الإفطار من كل عام يأكله الغني الفقير والحضري والبدوي.. وفي منتصف القرن العاشر 5 شعبان 940هـ وقف صقر بن قطامي منوال وقف - صبيح - وفي آخر القرن العاشر في 19 رمضان 986هـ وقف - رميثة بن قضيب - على منوال وقف صبح ثم توالت الأوقاف بعد ذلك، منها ما هو مخصص بأكمله للصوام، ومنها ما يشتمل على جزء للصوام.
الوكلاء المشرفون على أوقاف الصوام
اختير للإشراف على هذه الأوقاف ولي صالح أمين يقوم على شؤونها فيتولى جباية ريعها من - تمر وبر ونقود - ويعتني بصيانتها وعمارتها والعمل على نمائها وفي موسم الجذاذ يتولى جمع التمر وكنزه في (جصاص) مفردها (جصة) يعدها لشهر رمضان في كل عام، فإذا دخل الشهر قام بتوزيع التمر قبيل الغروب بساعة في كل يوم على مساجد البلدة الثلاثة وهي (مسجد الشمال، مسجد الجامع، ومسجد الفيلقية). ويضع فيها ما يكفي جماعة المسجد وقبيل أذان المغرب تتحلق جماعة المسجد حلقاً على آنية التمر، والآنية صنعت من الخوص على شكل صحون تسمى كفاف مفردها كفة، ويأكل كل من حضر غنياً كان أو فقيراً حضرياً أو بدوياً حيث أباح ذلك الواقفون في وثائقهم.
الوكلاء:
لقد تعاقب على ولاية هذه الأوقاف أعداد كثيرة من أهل البلدة على مر العصور فقاموا بتنمية مواردها حتى أصبحت أكبر رافد للفقراء والمحتاجين سواء بالأكل في المساجد أو المنازل من كبار السن والمقعدين، ذكراً كان أو أنثى، كما صرف منها في أزمنة المجاعات، وقد بارك الله فيها حتى عمت معظم بساتين البلدة فقل أن تجد بستاناً إلا وفيه وقف للصوام سواء جاء من الواقف مباشرة أو حصل بشراء الوكلاء على مر السنين، وأقدم الوكلاء حسب ما عرفناه من الوثائق.
1 - عياف بن يوسف ورد ذكره في وثيقة عام 1240هـ.
2 - سليمان بن عياف بن يوسف ورد ذكره في وثيقة لم تؤرخ.
3 - عبدالله بن سليمان بن عياف بن يوسف ومعه إبراهيم بن عبدالله بن مسند كلاهما شركاء في الوكالة ورد ذكرهما في وثيقة عام 1313هـ.
4 - عبدالله بن سليمان بن عياف بن يوسف ومعه عبدالكريم بن محمد بن حمد بن شينبر شركاء في الوكالة ورد ذكرهما في وثيقة لم تؤرخ.
5 - عبدالله بن سليمان بن عياف بن يوسف ومعه عبدالعزيز بن عبدالله بن عامر شركاء في الوكالة ورد ذكرهما في وثيقة حررت عام 1315هـ.
6 - عبدالعزيز بن عبدالله بن عامر ت (1357) تولى الوكالة وحده.
7 - عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالله بن عامر تولى الوكالة بعد وفاة والده.
8 - عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز بن عامر (هو الوكيل في يومنا هذا) جزاه الله خيراً.. ولا يزال وفقه الله وأثابه قائماً بالإشراف على أوقاف الصوام باذلاً جهده على إحياء السنة الحميدة وهي مد سماط لإفطار الصائمين في مسجد الشمال (أحد مساجد البلدة القديمة الطيني) انفاذاً لشروط الواقفين واستمراراً لهذا العمل الخيري ليتناقله الخلف عن السلف، ويعرفه الصغير عن الكبير، ويشتهر أمره، ولا يزال مسجد الشمال يغص بالمصلين وتناول الإفطار فيه من تمر الصوام.
ويقول الأستاذ عبد الله البسيمي وهو يعدد نماذج من صور الوقف في أشيقر: كما أوقفت هيلة بنت حمد بن منيف: وزنة ودك لسراج الفيلقية في رمضان وقربة تروى في مسجد الفيلقية رمضان والقربة من جلود الضحايا التي أوصت بها.
ووقف حمد بن عبدالوهاب: سراج في شهر رمضان يعلق بعد صلاة المغرب إلى طلوع الناس من صلاة العتمة يعلق بين دار ابن جوير ودار آل فهد في سوق الصعيد، أما في العشر الأواخر من رمضان فيعلق زيادة على ذلك يعلق في الموضع المذكور إذا قام الناس لصلاة القيام إلى صلاة الفجر.
وأوصت نورة بنت عبدالرحمن الرزيزاء بريال كل سنة يشترى به قاز ويشب به سراج في سريويل على عادته يجعل عند باب محمد بن إبراهيم بن حسين في رمضان في العشرين الأولى يشب أول الليل وآخره والعشر الأواخر يشب من المغرب إلى آخر الليل كله.
وأما الأستاذ سعود بن عبد الرحمن اليوسف فقد ألف كتاباً ضخماً بعنوان: من آثار علماء أشيقر وذكر العديد من النماذج لهذا المشهد الثقافي والحضاري لدى هذه البلدة في هذا المجال ومنها على سبيل المثال وثائق في رصد الأموال التي تعد لأوقاف الصوام، وتسليمها لأمير البلدة آنذاك.
وفي هذا الكتاب عشرات النماذج من الأوقاف التي خصص ريعها للصوام.