بريدة - عبدالرحمن التويجري :
ضمن النشاط الثقافي الصيفي أقامت جماعة الشعر في نادي القصيم الأدبي بمدينة بريدة أمسية شعرية يوم الاثنين الماضي، وذلك في قاعة المحاضرات في مقر النادي للشاعر الأستاذ أحمد بن سليمان اللهيب وأدارها الأستاذ ياسر الدوسري.
وقد افتتح الشاعر قصائده الطويلة التي غلب عليها طابع الحزن والشكوى والوزن الشعري الحر بقصيدة (مسافات الوجد في حضرة الغياب) ثم أعقبها ب(قربان الحزن لا يبصر) فقصيدة (روح في الرمال)، وختم باكورة قصائده الطويلة ب(بحرين هذا أوان الحزن)، بعد ذلك انتقل ليلقي نصين شعريين استخدم فيهما الشعر التناظري العامودي في بناء النصين القصيرين، وقد عنونهما ب(غزة الأحرار) إذ عبر عن مشاعره وانفعالاته تجاه المحنة التي مرت بها غزة أثناء الاجتياح الإسرائيلي الأخير، وقصيدة بعنوان (لبنان)، معبراً فيها عن المعاناة التي لازمت دولة لبنان وشعبها وأرضها وكافة الأزمات المتلاحقة منذ أكثر من عشرين عاماً.
بعد ذلك أتيحت المداخلات للحضور حيث تحدث الدكتور إبراهيم التركي عن ملاحظته للشاعر في استعماله الشعر الحر في الحزن الشخصي مقابل عمده إلى استخدام الشعر العامودي في ملامسته أحزان الأمة، كما تساءل عن ضوابط التداخل مع النص القرآني عند الشاعر، ورد الأستاذ أحمد اللهيب على الدكتور التركي حين بين أن النص العامودي يمدك بالكثير في التعبير عن القضايا العامة والأممية خلاف الشعر الحر الذي يناسب الهمس والحزن، وحول سؤال للتركي عن مدى شرعية الاقتباس والتناص والتداخل مع النص القرآني والذي بدا واضح في شعره أكد اللهيب أن أي نص إبداعي ما هو إلا وليد لحظة معينة، وليس هناك استدعاء للنص القرآني بقدر ما هو توارد مع الحالة الشعرية، كما بين أن لا مشكلة في توظيف النصوص الدينية مع الاحترام لخصوصيتها، وفي مداخلة للدكتور حمد السويلم تساءل عن النغم الحزين الذي يسيطر على إنتاج اللهيب الشعري، وبين الشاعر صعوبة الإجابة على ذلك عازياً ذلك إلى أن مسألة الحزن ما هي إلا عملية تراكمية ولا يمكن كتابته إلا بسيرة ذاتية، وفي سؤال للأستاذ خالد الرفاعي وجهه للشاعر عن تجربته وانتقاله إلى الجانب القصصي كحال الكثير من الشعراء رد الأستاذ اللهيب أنه لم ينتقل وإن كانت له بعض الخربشات القصصية، كما تداخل الأستاذ عبدالحليم البراك حين أشار إلى شعر الشاعر وخفاء تعبير الحب في شعره وعدم تعمق الشاعر وخجله من ذلك، واعترف اللهيب بذلك عازياً إلى عدم تقبل المجتمع لمثل ذلك التعمق كما أشار إلى عدم اهتمامه بالإفصاح الكامل، وفي سؤال أخير وجهه البراك حول تضاؤل الشعر الفصيح مقابل الشعر الشعبي لدى العامة أجاب اللهيب أن المشكلة ليست في الكتابة إنما في القارئ فهي بالتالية مشكلة في ثقافة المتلقي.