Al Jazirah NewsPaper Thursday  13/08/2009 G Issue 13468
الخميس 22 شعبان 1430   العدد  13468
مكتشف جزئيات الذهب وتقنية النانو تكنولوجي:
د. مصطفى السيد: العلماء المهاجرون يحتاجون إلى حريات لدعم أبحاثهم العلمية

 

الثقافية - علي بن سعد القحطاني :

كان ترتيبه الأول في دفعته حينما تخرج الدكتور مصطفى السيد من كلية العلوم بجامعة عين شمس دفعة 1953، وكان من حسن حظه قراءته لإعلان صغير في جريدة الأهرام المصرية لأستاذ في ولاية فلوريدا الأمريكية يعلن رغبته بإعطاء منحة علمية لاثنين من الشباب المصريين للدراسة في فلوريدا. تقدم الدكتور مصطفى للحصول عليها وكان له ذلك, ذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1954، درَّس الدكتور مصطفى في العديد من الجامعات المرموقة في الولايات المتحدة، مثل ييل وهارفارد ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وأخيرا معهد جورجيا للتكنولوجيا، حيث يترأس كرسي جوليوس براون لحركية الليزر في لقاء أجرته (الثقافية) مع الدكتور مصطفى السيد تحدث إنجازاته العلمية في مجال النانو تكنولوجي وتراث العرب المجيد ومدى اهتمامهم بالعلوم التجريبية وكانت لهم إسهامات جليلة وإضاءات وتأسف الضيف الكريم لحال الأبحاث العلمية و ضآلة أرقام ميزانياتها وعدم وجود بيئات وحريات أكاديمية وأشار الدكتور مصطفى إلى مدى اهتمام وسائل الإعلام الغربية بالثقافة العلمية وإفراد قنوات تلفزيونية متخصصة في ذلك مثل discovery

النانو تكنولوجي:

* حصلت على قلادة العلوم الوطنية الأمريكية التي تعتبر أعلى وسام أمريكي في العلوم لإنجازاتك في مجال النانو تكنولوجي بودنا أن نسلط الضوء على هذا التخصص الفريد وهل مرض قرنيتك وإصابتها بمرض السرطان الدافع وراء هذه الاكتشافات؟

- أولاً نحتاج إلى نشرح ما هو النانو، النانو هو وحدة قياس مثلها مثل المتر لكن يتميز مقياس النانو (جزء من ألف مليون جزء من المتر) بدقته حيث إن قطر شعرة من شعر الإنسان يساوي 80.000 نانو متر وهذا يدل على الدقة المتناهية التي يتميز بها علم النانو، بدأت ثورة النانو عندما لاحظ العلماء أن المادة في مقياسها النانوي مختلفة أشد الاختلاف عنها في أحجامها المعتادة .. وبدأ العلماء في تحضير وتوصيف هذا النوع من المركبات رافق هذه الجهود ظهور خصائص للمادة لم تكن لتظهر في الظروف التقليدية مثل اختلاف اللون ومقدار الصلابة وزيادة مساحة السطح . ومن هنا انطلقت الشرارة وتم استغلال هذه الخصائص الفريدة من نوعها في تطبيقات لا حصر لها، ففي الصناعة تم رصد حوالي 25 مليار دولار أميركي في الأبحاث والتطوير على مستوى العالم، وكما هو متوقع كان للمجال الطبي نصيب كبير في هذا.,بالنسبة لي بدا اهتمامي بالنانوتكنولوجي متزامنا مع إصابة زوجتي بالسرطان متسائلا عن ماهيته, ومنتهيا بالطريقة التي يمكن أساهم فيها لمعالجته وكان علم النانو هو السبيل إلى ذلك، وهذا ما حصل, وكان اكتشافي لجزيئات الذهب النانوية والتي باستخدامها تم القضاء على الخلايا السرطانية هو محصلة لجهودي في هذا المجال, واختياري لجزيئات الذهب بالتحديد يعود لخصائصه المذهلة حيث من المعروف في الكيمياء أن جزيئات الذهب في حالتها الطبيعية هي جزيئات خاملة لا تتفاعل وإلى هذا يعزى العمر الطويل لهذا المعدن لكن عند تشييد هذه الجزيئات على المقياس النانوي (عند أقل من 100 نانو متر) يتحول الذهب الخامل وتتغير خواصه ويصبح شديد الفعالية لأي مؤثر فبدأنا باستغلال هذا التحول المفاجئ بتطبيقه على خلايا السرطان, حيث وجدنا أنه عند حقن العضو المصاب بمركبات الذهب النانوية فإن هذه المركبات تلتصق بالخلايا السرطانية, وبتسليط أشعة الليزر على هذه المركبات ستنفجر وبهذا يتم القضاء على الخلايا السرطانية دون المساس بالخلايا السليمة.

العرب القدامى والكيمياء:

* كانت النظرة عند العرب القدامى للكيمياء على أنها نوع من السحر ..وفي المقابل هناك إسهامات جليلة في هذا الميدان لجابر بن حيان وابن الهيثم وآخرين وهذا التراث المجيد أعادت أوربا اكتشافه من جديد بينما العرب في غيهم يلعبون إلى ماذا تعزو هذا السبب؟

- عدم تقدير أهمية العلوم هو السبب في هذا التأخر.. انصراف العرب عن الثقافة العلمية إلى مجالات أخرى هو ما جعلنا ننسى هذا التراث المجيد. وعندما كانت النهضة الأوربية في بداياتها أنتبه الأوربيون للعلوم وأدركوا أهميتها وانصرفوا إلى الاطلاع على تجارب الأمم في هذه المجال فنقلوا واطلعوا بكل اهتمام وشغف على الحضارات المختلفة وكان لحضارتنا نصيب كبير من هذا الشغف.

الأبحاث العلمية:

* الأبحاث العلمية تظل ميزانياتها شحيحة في العالم العربي والعلماء يصابون بالفاقة والعجز والمرض ولا أحد يلتفت إليهم بينما في الغرب يكرمون على مستويات عالية وتذلل لهم الصعوبات, وهذا أدى إلى هجرة العقول ..متى تعود النسور إلى أوكارها؟

- وجود البيئة المشجعة.. يجب أن نغرس أهمية العلوم وتقدير العلماء في عقول الناس.. ما يحتاجه العلماء المهاجرون لا ينحصر بالمال وحده وهو بلا شك مصدر مهم لدعم البحث العلمي لكنهم يحتاجون إلى من يقدر أهمية عملهم ويضمن حرية اختيار المواضيع التي تناسبهم.

الثقافة العلمية:

* أين تجد اهتمام الثقافة العلمية من وسائل الإعلام العربية وهل تؤمن بالفصل القسري ما بين الثقافتين (الأدبية والعلمية)خصوصا مثلا مجلة العربي الكويتية والفيصل السعودية أبعدت المقالات العلمية عن مجلة الأم وجعلتها في ملاحق؟

- لست متابعا للإعلام العربي وبالتالي لا استطيع الحديث عن ما يحدث . لكن لو اتجهنا إلى الإعلام الغربي لوجدناه يفرد قنوات تلفزيونية متخصصة في هذا الشأن مثل discovery ولوجدناه يفرد صفحات في الجرائد للحديث عن هذه الموضوع وحتما ستجد عشرات المجلات المتخصصة في الثقافة العلمية.

الاكتشاف:

* ما هو الانجاز الذي تسعى إلى تحقيقه ؟

- أتطلع إلى مواصلة أبحاثي في هذا المجال.. وإلى استخدام هذا الاكتشاف في علاج السرطان. حيث أن الاكتشاف لم يجرب على البشر - اقتصرت فقط على فئران التجارب وعلى الحيوانات-.

تنويه:

الشكر والتقدير للأستاذ أحمد بن عبد الكريم الصالح معيد قسم الكيمياء ,كلية العلوم بجامعة الملك سعود الذي ساعدنا في ترجمة اللقاء مع الضيف الكريم.

***

السيرة الذاتية

أهم الجوائز

- جائزة الملك فيصل العالمية للعلوم عام 1990 - السعودية.

- قلادة العلوم الوطنية الأمريكية التي تعد من أرفع الأوسمة الأمريكية في العلوم-

2009م

- وسام الجمهورية من الدرجة الأولى في 28 يناير 2009م - مصر

أهم المناصب

** رئيس كرسي جوليوس براون بمعهد جورجيا للعلوم والتكنولوجيا.

** رئيس مركز أطياف الليزر بذات المعهد.

** انتخب عضواً بالأكاديمية الوطنية للعلوم بالولايات المتحدة عام 1980.

** تولي علي مدي 24 عاماً رئاسة تحرير مجلة الكيمياء الطبيعيةJournal of physical

chemistry، وهي من أهم المجلات العلمية في

العالم.

** عضوية الجمعية الأمريكية لعلوم الطبيعة.

** عضو الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم.

** عضو أكاديمية العالم الثالث للعلوم.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد