أعرف ثلاثة أشقاء غير متعلمين، أحدهم يتميز عن أخويه بجديته وانضباطه وبحضاريته في التعامل وأسلوبه المنطقي العقلاني في التفاعل والتحاور مع الآخرين، بقي أن تعرف أن هذا الشخص عمل في شركة أرامكو خلال الثلاثة العقود الأخيرة.
أحد الأشخاص تمت إعارته من قطاع حكومي إلى إحدى شركات الهيئة الملكية خارج مدينته ولكنه عاد سريعاً لأنه لم يتأقلم مع جو العمل المنتج الجاد هناك. حاول أن تتصل بسنترال وزارة حكومية ثم حاول بعدها أن تتصل بسنترال شركة الاتصالات مثلاً، ستلمس الفرق حتماً. قم بزيارة مدير بنك ثم قم بعدها بزيارة مدير مدرسة وستلمس الفرق حتماً في تنظيم المكان وفي جودة الاستقبال. القطاع العام تغلب عليه ثقافة الفوضى والتراخي والمحسوبيات والمجاملات واحتراق الأنظمة وعدم المحاسبة وتجاهل المبدعين. نحن هنا نشتكي من ضعف التزام شبابنا بقيم العمل واستهتارهم بالنظام العام وعدم جديتهم وافتقادهم إلى أبسط مفاهيم التعامل الإنساني المهذب، في ظني أن هذه المشكلة ستزول إذا رافق جودة التعليم تقليل سيطرة الحكومة على فرص العمل متيحة الفرصة لظهور قطاع خاص يفرض على الناس ثقافة عمل وتعامل جديدة. القطاع الخاص يربط معيشة الناس وكسبهم بإنتاجيتهم وبطرق تعاملهم مع الغير، وهذا أعظم فاعلية من مجرد النصح والإرشاد ومجرد تخويف الناس بالنظام.