لنتخيّل الآتي: قيام مسلمين بنبش 350 قبراً ليهود في إحدى المقابر اليهودية، وإلقاء الهايكل العظمية في قبر جماعي بعيد، وذلك من أجل إقامة متحف يسمّى (متحف التسامح!) فوق مقبرتهم! ولنتخيّل ردّة الفعل العالمية تجاه هذا الحدث، سواء من قِبل السياسيين أو الإعلاميين أو المعنيين بحقوق الإنسان، بل وربما انعقد مجلس الأمن لبحث الموضوع!.
هذه القصة ليست تخيلية وإنما حقيقية، ولكن مع اختلاف الأدوار!. فلقد قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بنبش أكثر من 350 قبراً في مقبرة مأمن الله بالقدس، وجمع هياكلها العظمية ودفنها في قبر جماعي، تمهيداً لتجهيز البنية التحتية لإقامة ما يسمّى ب (متحف التسامح)، على أرض المقبرة، إضافة إلى تحطيم شواهد عشرات القبور بواسطة آلات حفرية ضخمة!
ولمن لا يعرف فإنّ هذه المقبرة تضم رفات عدد كبير من الصحابة والتابعين والمجاهدين والقضاة والفقهاء منذ الفتح الإسلامي!. ولذلك فإنّ هذا الاعتداء لا يجب أن يمر مرور الكرام، ولا بد من وقفة حازمة تجاه هذه العربدة .. وهذا الاعتداء يدخل في إطار محاولات إسرائيل المتتابعة، من أجل طمس المعالم الإسلامية في القدس الشريف .. كما أنه يوضح مدى الاستهتار الذي يبديه الاحتلال تجاه الأماكن الإسلامية في القدس وغيرها من المدن الفلسطينية، غير عابئة بالعواقب!.
وقمة الاستهتار أن يتم العبث بهذه المقبرة من أجل إقامة متحف، وتسميه (متحف التسامح!)، ولا شك أنّ هذا المتحف لو أقيم سيكون مزاراً، وربما دعي إليه السياسيون والمبعوثون الدوليون الذين يزورون الأراضي المحتلة!.
نريد هبّة إسلامية ووقفة دولية ترفع يد الاحتلال عن العبث بالمعالم الإسلامية في القدس، لأنّ هذا العبث اعتداء صارخ على حقوق المسلمين، ومذبحة حضارية بحق تاريخهم، لا تقل جرماً عن المذابح الدموية التي ترتكبها بين الحين والآخر.
***