تعرَّضت إحدى زميلاتي لسرقة منزلها أثناء صلاة العشاء ولم يكن فيه سوى طفلتها والعاملة المنزلية؛ وتسبب اللصوص في ترويع تلك الطفلة وإدخال الرعب في قلب العاملة، رغم أنهم لم يمسوهما بأذى إلا أنهم هددوهما بالقتل إن أحدثتا جلبة أو صراخاً! وحسبك بطفلة في الثانية عشرة من عمرها تهدّد بالقتل أو تروّع بالتخويف. وتمكّن اللصوص من سرقة أشياء ثمينة بسرعة وخفة متناهية!
هذه السرقة حصلت في فصل الشتاء وفي يوم دراسي عادي، فكيف بفصل الصيف وبمواسم الإجازات وبالذات في حال السفر، وترك المنازل في رعاية الرحمن ثم العيون الساهرة؟!
إن السبب في انتشار السرقة أو حصولها هو ضعف الوازع الديني بلا شك، إضافة إلى وهن الأساليب التربوية التي نشأ عليها الأولاد، وفرضية تلبية المطالب الكمالية لهم، وضعف المتابعة من لدن الوالدين والتساهل مع أبنائهم حين مشاهدتهم لهم وهم بوضع مادي غريب أو مريب. كما لا نغفل التهاون في النواحي الأمنية من قِبل مراكز الشرطة والبحث الجنائي والأمن الوقائي والدوريات الأمنية في هذا الشأن، ربما بسبب الكثافة السكانية التي لم ترافقها زيادة في رجال الأمن، فضلاً عن التهاون في تطبيق العقوبات ومنها إقامة حد السرقة بقطع يد السارق. كما أن حمل السلاح من قِبل الشباب داخل المدن سبّبَ رعباً للناس فصاروا لا يستطيعون الدفاع عن ممتلكاتهم مقابل ضمان حياتهم حال وقوع السرقة أثناء وجودهم في منازلهم. وحتى لا تأخذنا العزة بالإثم فإن أغلب اللصوص هم من أبناء الوطن تليهم العمالة التشادية ومن ثم اليمنيون بحسب ما كشفت عنه دراسات أمنية حديثة.
وللحد من ظاهرة السرقة فإنه ينبغي على الناس عدم ترك المشغولات الثمينة كالذهب والمجوهرات في المنازل وضرورة وضعها في صناديق الأمانات أو عند أحد الأقارب غير المسافرين. ومن المستحسن الثقة بالجيران وتسليمهم نسخة مؤقتة من المفتاح الخارجي لسقيا الزرع، وإضاءة الأنوار ليلاً، ورفع الإعلانات والصحف من أمام باب المنزل، ومتابعة البيت ومنحه الأمن، وإعطاء الجيران الشعور بالمسؤولية تجاه ذلك وهو ما يخلق جو الألفة بينهم. وعلى السكان التخلّص من العمالة المنزلية قبل السفر إما بوضعهم عند الأقارب أو استئجار مكان مناسب لهم، حيث اتضح أن لهم دوراً كبيراً في السرقة. ولا يمنع الاستعانة بخدمات شركات الأمن واستخدام التكنولوجيا كأجهزة الإنذار المبكر وكاميرات المراقبة.
وإني لأقترح على من تتعرّض منازلهم للسرقة أثناء سفرهم للاصطياف خارج مدنهم تأجيرها بمبالغ مناسبة ضماناً لعدم سرقتها، بحيث يعمل المستأجرون الجدد حراساً عليها، ويسددون تكاليف السفر الباهظة بدلاً من عبث اللصوص فيها وسرقة ما بداخلها.
ويجدر بالجهات الأمنية إعداد خطة محكمة لمواجهة تلك الظاهرة أو التنظيم كتعزيز أعداد القوة البشرية، وتكثيف عملها وقت الذروة لتحقيق الراحة والأمن للسكان، وتجنيد الراجلة من الدوريات السرية داخل الأحياء وعند المراكز والمرافق التجارية لتثبيت الأمن ونشره على نطاق المدينة.
ولا ننسى أن إقامة الحدود هي سياج حفظ للأمة.
rogaia143@hotmail.Com - ص.ب 260564 الرياض 11342