ساعتان من عمر الزمن انقضتا تباعاً وأنا أشاهد برنامجين تلفزيونيين في قناتين فضائيتين تتبعان مجموعة mbc ، الأولى بدأت الساعة الواحدة ظهراً من يوم الجمعة وانقضت في متابعة برنامج (الحياة كلمة) للشيخ سلمان العودة الذي يقدم على قناة mbc1، أما الساعة الثانية فقد بدأت في الثانية ظهراً بعد دقائق قليلة جداً من انتهاء البرنامج الأول وانقضت في متابعة برنامج (إضاءات) الذي يقدم على قناة العربية ويقدمه الإعلامي تركي الدخيل، الجميل في الموضوع أن هذين البرنامجين هما من قنوات مجموعة mbc، السعودية ويقدمان بعناصر سعودية والأجمل من ذلك أنهما - أي هذين البرنامجين - احتلا المراكز الأولى في حجم المشاهدة التلفزيونية وفق إحصاء حديث - ورغم أنني حريص على وقتي ألا يضيع سدى بدون فائدة، وفضلاً على أنني أعرف أن التلفزيون جهاز خطير يسرق الوقت والعمر أيضاً بشكل كبير إلا أنني حقيقة لا أستطيع أن أقاوم إغراء متابعة هذين البرنامجين الرائعين.
وفور انتهاء عرض البرنامجين أخذت أفكر وأسأل نفسي عن أسباب هذا النجاح الذي حققه هذان البرنامجان في استقطاب شريحة كبرى من المشاهدين لمتابعتهما، وجوابي أعتقد أنه يتركز في قدرة mbc على حسن اختيار الموضوعات الاجتماعية الآنية التي تحظى باهتمام المشاهدين، وكذلك القدرة على انتقاء واختيار شخصيات علمية ذات حضور وقبول واسع لدى المشاهدين كضيوف لهذين البرنامجين هما بعض أسباب هذا النجاح، وقبل هذا وذاك، أعتقد أن هناك عنصرا مؤثرا ومهما بشكل كبير وهو حسن إدارة هذه القدرات والإمكانات المتوافرة لهذه المجموعة وحسن استثمارها بشكل سليم بحيث يأخذ كل برنامج خطه الكامل من الرعاية والاهتمام ولا يكون عرضه متزامناً مع عرض برنامج آخر منافس ضمن باقات مجموعة mbc وبعبارة أخرى فالمنهجية المتبعة في mbc في عرض برامجها المختلفة تدل بشكل كبير على أنها تحظى بعناية بالغة وتوزيع علمي مدروس للبرامج على خارطة البث لديها وهو ينم عن ذكاء شديد، أن هذا الأسلوب يجعل من mbc تستأثر بالجمهور بشكل كبير وبحيث لا تدع للمنافسين الآخرين وهم كثر إلا مجالا وهامشا محدودا يلعبون ضمن نطاقه، وهو درس مهدى للقنوات الأخرى لكي تستفيد منه في عملها، هذا التميز والنجاح للبرامج التي يقدمها سعوديون تؤكد دون جدال أن هذا البلد ليس نفطاً ومالاً فقط كما يروج المغرضون وإنما هو أيضاً مصدر للإبداع والمبدعين في كافة المجالات يؤهلهم متى أتيحت لهم الفرصة والإمكانات أن ينافسوا ويبدعوا، هذا النجاح والتميز لمجموعة mbc لا يعني أن كل أمورها إيجابية فلا شك أن هناك بعض السلبيات تتواجد إلى جانب الإيجابيات الكثيرة في ظل هذا العدد الكبير من القنوات فلا شك أنه توجد بعض السلبيات وأعتقد أنها ليست بغائبة عن مسؤولي mbc وأتمنى أن يعملوا على تلافي هذه السلبيات وحصرها في أدنى نطاق، وهكذا تستمر mbc لتعمل وتتألق وفق منهجية واضحة وهدف محدد وهو الاستحواذ الكامل على المشاهد العربي وعدم ترك المجال له لكي يذهب بعيداً عنها إلى إحدى القنوات المنافسة، فما أن ينتهي المشاهد من متابعة برنامج الحياة كلمة على قناة mbc1 إلا وتتسلمه قناة العربية ببرنامجها إضاءات وهكذا الحال مع بقية برامجها الأخرى عبر قنواتها المتعددة وشعارها سباق محموم لا يهدأ ولا يكل بحثاً عن الجديد والمفيد والمثير، والهدف في النهاية هو إبقاؤك عزيزي القارئ أمام شاشتها الناضجة لأطول وقت ممكن.
Malmadi777@yahoo.com