خطاب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حول النقاب يتناقض تماما مع مبادئ الثورة الفرنسية التي تتشبث وتتغنى بها فرنسا وهي الحرية والمساواة والإخاء !.

فقوله إن ارتداء النقاب غير مرحب به في فرنسا، وأنه علامة انحطاط واستعباد تدخل صارخ في الحريات الشخصية ! ويتنافى تماما مع دفاع فرنسا عن الحريات الشخصية والمدنية، حتى إنها أحيانا تتدخل في شؤون الدول الأخرى باسم الدفاع عن الحريات الشخصية. ومع الأسف الشديد أن المسؤولين الفرنسيين يحاولون صرف أنظار الشعب عن مشاكلهم الاقتصادية بافتعال أزمات مع الجالية المسلمة في فرنسا التي يبلغ عددها نحو خمسة ملايين نسمة، بل ومع العالم الإسلامي قاطبة.

وإذا كانت المرأة الفرنسية المسلمة ترغب بإرادتها لبس النقاب وفق قناعتها الدينية فلماذا يضيق ساركوزي برغبتها طالما أنها لا تهدد أمن أحد ولا تتعدى على حرية أحد؟!. ولماذا لا يضيق بأولئك الذي يخدشون الحياء العام بتعريهم ؟، أم أن الحرية مرادف للعري، والاستعباد مرادف للحشمة؟!.

ولو كان هذا رأي ساركوزي الخاص فهذا شأنه، ولكن أن يصدر منه ذلك باعتباره رئيس دولة ويعرب عن تأييده لقيام لجنة تحقيق حول مصير الحجاب الكامل في فرنسا، فهذا يجعل منه رئيسا متحيزا ضد فئة من شعبه، وهذا يتنافى مع كونه رئيسا لكل الفرنسيين !.

نرجو ألا تدخل فرنسا في أزمة مفتعلة لا داعي لها وبخاصة أن فرنسا عانت من أزمات مماثلة بسبب التدخل في الحريات الدينية والقناعات الخاصة للفرنسيين المسلمين، كما نرجو أن يتراجع ساركوزي عن آرائه تلك ويعبر عن احترام أكبر للرموز الدينية الإسلامية كما يفعل مع باقي الديانات الأخرى !.

****